صديقي من يقاسمني همومي * ويرمي بالعداوة من رماني أصحاب النبي ع فازوا بالمقام العلى هنا وفي دار السلام أعلى درجات القربة التحقق في الايمان بالصحبة لا يبلغ أحدنا مد أحدهم ولا نصيفه ولا يصلح أن يكون وصيفه نحن الإخوان فلنا الأمان وهم الأصحاب فهم الأحباب فمن رأى الصحبة عين الاتباع من أهل الحقائق ألحق اللاحق بالسابق فغاية السابق تعجيل الرؤية لحصول البغية ولكن ما لها بالسعادة استقلال فيما أخطأه الدليل وصححه السبيل وكم شخص رآه وشقي والذي تمناه بعدم اتباعه ما لقي فما أعطته رؤيته وقد فاتته بغيته فما ثم إلا الاقتداء وما يسعدك إلا الاهتداء فتعجل النعيم الصاحب فهو أقرب الأقارب ومن ذلك أعز الأقارب المقارب من الباب 178 للمقارب الحنان من الرحمن لأن المقارب من الأقارب ما تعلقنا بهذا السبب إلا لما أثبته الرحمن من النسب فلما جعل تعالى بيننا وبينه نسبا وأعلمنا أنه التقوى اتخذناه سببا فاتقيناه به منه كما أخبر ص عنه فقال وأعوذ بك منك فقلنا له أخذنا هذا عنك فهو صاحب الحجة والآتي إلينا بالمحجة له المحجة البيضاء والحجة الغراء أمته المتطهرون وهم الغر المحجلون تحجيلهم دليلهم لو كان لغيرهم هذا النعت المخصوص من الطهور ما اختصت هذه الأمة المحمدية بهذا النور فإنه قال ص ما تعرف هذه الأمة المحمدية من سائر الأمم إلا به فانتبه فوردت الأخبار المنصوصة بطهارة هذه الأعضاء المخصوصة فأسبغناها طهورا فجعل لنا بذلك غررا وألبسها نورا فكان لهم بذلك التمييز والتعريف المقام الشريف والتشريف فمن أسبغ طهوره تمم الله له نوره ومن ثنى وثلث فرح بذلك أكثر من صاحب الواحدة إذا تحنث فصاحب الواحدة هو المقارب وصاحب الاثنين والثلاثة من غير زيادة معدود في الأقارب وإنما ظهر الرسول ص بجميع الصور لبعثته إلى جميع البشر ومنهم الرابح والخاسر المغبون والعالي في ذلك والدون ومن ذلك قول العارف من وحد ألحد من الباب 179 إنما قيل من وحد ألحد من أجل من فإنها تطلب العدد يؤيد هذا التعريض كونها قد تأتي للتبعيض ولا نشك أنه كلمة حق من قول في مقعد صدق فإنه من وحد مال إلى الحق وتوحد إذ الملحد هو المائل في لغة القائل فإذا الحد العبد ومال بلغ ما أمله من الآمال وفي الكلام المقبول من الحد فقد أخلد إلا أنه لما الحد فهو لما قصد الإلحاد اللغوي لا بد منه ولا محيص لمخلوق عنه ألا ترى إلى أصحاب الأعراف لما لم يبلغوا في هذا الاتصاف حد الإنصاف كيف وقفوا بين الجنة والنار فلا هم مع الأشرار ولا مع المصطفين الأخيار فكانوا يخلصون إلى دار القرار أو إلى دار البوار فلو لا التلبيس ما حصلوا بين نعم وبئس فنعم عقبى الدار للأبرار وبئس عقبى الدار للفجار اعتدلت كفتا ميزانهم فهذا كان من شأنهم فلولا ما تفضل الحق عليهم فيما كلف الخلق به يوم القيامة من السجود إليه ما يرجوا عليه فلما سجدوا فيمن سجد رجحت كفة حسناته فسعد فانفك من أسر السور ولحق بدار السرور ومن ذلك من أشرك ملك من الباب 180 الشرك في الألوهة مذموم وصاحبه محروم والشرك في نعت العبيد بين ذميم وحميد والمتصف به بين مرحوم ومحروم فما ثم اسم لغير الحق عند من علم الأمر وتحقق فأسماء الخلق أسماء الحق فما ذا تخلق بما هو تحقق والله ما افتريت عليه ولا نسبت شيئا إليه ولا وصفته بوصف ولا أدرجت معناه في حرف فهو سمى نفسه لنا بما سماها فجميع الأسماء إلى ربك منتهاها ففرح وتبشبش وغضب ومابش ومل وتعجب وذهب مع عبيده كل مذهب وهو القديم وأنا المحدث فما ثم اسم حدث ومن ذلك من رحل حل من الباب الأحد والثمانين ومائة عم الوجود وجوده فمنه وفيه يرحل ويحل عبيده فرحلة من يصطفيه إنما هي منه وإليه وفيه الرب الكريم على الصراط المستقيم فأثبت أمرا هو عليه وما ثم سواه فانظر من يصل إليه إنما جعل يده بناصيتك ابتغاء عافيتك وهذا من كرمه وسابقة قدمه فما ثم إلا مستقيم وعلى منهج قويم لكونه بيد الكريم فلقد فزت بحظ عظيم يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم ذكره بالحجة وأبان له عن المحجة ليقول كرمك غرني والكريم لا يضرني وهو الغيور على اسمه والمبقي في قلب عبده رسمه لسابق علمه ومن ذلك من حل لم يرحل
(٣٦٦)