الضمير فقد جمع بينهما محمد ص وهو السراج المنير فبه اقتدينا فاهتدينا من يطع الرسول فقد أطاع الله ولا سيما إذا ثبت أنه ما في الوجود إلا الله العين وإن تكثرت في الشهود فهي أحدية في الوجود ضرب الواحد في الواحد ضرب الشئ في نفسه فما يعطي غير جنسه فإن ضربته في غير عينه فما يزيد ما أضفته إليه في كونه ومن ذلك سر ذكر الحادث أمن من الحوادث من الباب 139 ذكر المخلوق ما يصح قدمه ولو ثبت لاستحال عدمه فالحادث لا يخلو عن الحوادث لو حل بالحادث الذكر القديم لصح قول أهل التجسيم القديم لا يحل ولا يكون محلا ولو كان محلا لكان محلا لا يوصف بغير وصفه وهل يعرف المسك إلا من عرفه أو يضم المعنى سوى حرفه ذكر القرآن أمان ويجب به الايمان إنه كلام الرحمن مع تقطيع حروفه في اللسان ونظم حروفه فيما رقمه باليراع البنان فحدثت الألواح والأقلام وما حدث الكلام وحكمت على العقول الأوهام بما عجزت عن إدراكه الأفهام ولو نيل بالإلهام لكان العالم به هو العلام ومن ذلك سر ذكر القديم مزاجه من تسنيم من الباب 140 الذكر القديم ذكر الحق وإن حكي ما نطق به الخلق كما إن ذكر الحادث ما نطق به لسان الخلق وإن تكلم بالقرآن الحق من وقف مع المعنى ما تعني إذا كان الحق لسان العبد فالذكر قديم ومزاجه بالعبد من تسنيم لأنه العلي الأعلى والنزول بالعبد أولى هو العين الذي يشرب بها المقرب وبها في كل صورة يتقلب الشارب حقيق في شربه من الرحيق فإن كان الرحيق المختوم الذي مزاجه من تسنيم فهو ظهور المحدث بصفة القديم فبه يتكلم وعنه يترجم فقل ما تشاء وما تشاء إلا ما يشاء فله المنة والطول وبه القوة والحول الفريضة إذا عالت مالت لا يعرف الحق إلا من كان قواه ولا يكون قواه إلا من قواه بالذوق تعرف نسبة التحت إلى الله تعالى والفوق مع تنزهه عن الجهات وما تقضي به الشبهات ومن ذلك سر الاعتبار في الاستبصار من الأبصار من الباب الأحد والأربعين ومائة لولا الحواس ما ثبت القياس ولولا البصر ما صدق من اعتبر الاعتبار جواز من أين إلى أين وانتقال من عين إلى عين ومن كون إلى كون وعدم لا من عدم إلى كون الاعتبار تعجب من الاقتدار بالفلك المدار ظهرت الدهور والأعصار وبالشمس ظهر الليل والنهار من خفايا الأمور المد والجزر في الأنهار والبحور أمن القمر مده وجزره أم من غير ذلك فكيف أمره هو عبد مأمور مثل سائر الأمور مده ماد الظل ونزله منزل الوبل والطل لا شك أن الأمور معلولة والكيفية من الله مجهولة والنفوس على طلب العلم به مجبولة انفرد بعلم العلل فأصل الأبد من الأزل ومن ذلك سر الأفكار متعلق الأغيار من الباب 142 حلت المثلات بأهل التفكر في المحدثات لا بد من وجه جامع بين لدليل والمدلول في قضايا لعقول وإذا لم يدرك بالدليل فما إلى معرفته من سبيل وقد دعانا إلى معرفته وما دعانا إلا بصفته فلا بد من صفة تتعلق بها المعرفة وما ثم في العقل إلا صفة تنزيه وفي النقل ما ثم إلا مثل ذلك مع صفة تشبيه فعلى ما هو المعول على الآخر أو الأول الأول لا يتبدل والآخر في كل صورة يتحول فكما أنه في أي صورة ما شاء ركبك كذلك في أي صورة ركبته في المعتقد فيظهر فيها وما عتبك فله التجلي بالجيم ولك التحلي بالحاء المهملة بصفة القديم فبالأفكار تبدو عيون الأغيار وبالأذكار تذهب الآثار وتطمس الأنوار ومن ذلك الفتى لا يقول متى من الباب 143 الفتى ابن الوقت مخافة المقت لا يتقيد بالزمان كما لا يحصره المكان لا تصحب من إذا قلت له باسم الله قال لك أين تذهب ليس للفتى من الزمان إلا الآن لا يتقيد بما هو عدم بل له الوجود الأدوم زمان الحال لا ينقال لا فتى إلا علي لأنه الوصي والولي الفتيان رؤساء المكانة والإمكان لهم الحجة والسلطان والدليل والبرهان عليهم قام عماد الأمر وهم على قدم حذيفة في علم السر لهم التمييز والنقد وهم أهل الحل والعقد لا ناقض لما أبرموه ولا مبرم لما نقضوه ولا مطنب لما قوضوه ولا مقوض لما طنبوه إن أوجزوا أعجزوا وإن أسهبوا أتعبوا إليهم الاستناد وعليهم الاعتماد ومن ذلك ما عتي من زعم أنه فتى من الباب 144 هو صاحب الفتوح ما عنده جموح سهل الهوى والانقياد ومع هذا فهو مع من زاد بزاد وبغير زاد الفتى هو الكليم وأين رتبة كلام الحق إياه من اتباعه الخضر بطلب التعليم انظر إلى هذا الإنصاف وما يختص به من الأوصاف ما تجبر
(٣٥٧)