قد كان ساريا فيه فلهذا كان سر أبيه فهو في المنزل الأقرب المعنوي بين الصديق والنبي فهو الولي ما هو صديق ولا نبي دليله في البشر مسألة موسى وخضر جاء في الآي من السور فمن علم ما علم وحكم من المقام الذي منه حكم علم صاحب القدم قال له الكليم علمني وقال له الحبيب استغفر لي انظر إلى هذه التكلمة المحمدية وتنبيهها على هذه المنزلة العلية مع كونه بعث عامة فأكبر الطوام هذه الطامة فمن هنا يعلم أن الحجاب المنيع والستر الرفيع قد لا يكون في التشريع قد فضل الرسل بعضهم على بعض مع الاشتراك فيما شرعوه من السنة والفرض فما يكون الفضل إلا عن أمر زائد لا يعرفه إلا الختم أو الفرد أو الإمام الواحد وهو عن غير هؤلاء محجوب مع أنه لكل شخص مطلوب ومن خرج عن هؤلاء لا يهتدون بمناره ولا يصطلون بناره ولا يبصرون بأنواره بل ينكرونه إذا سمعوه ولا يحصلونه فيما جمعوه فإن عين لهم رموا به وجه من عينه ويقولون هذا من تزيين الشيطان الذي زينه ومن ذلك المحتاج من خوصم فحاج من الباب 169 من احتج عليك بما سبق فقد حاجك بحق ومع هذا فهي حجة لا تنفع قائلها ولا تعصم حاملها ومع كونها ما نفعت سمعت وقيل بها وإن عدل في الشرع عن مذهبها فإنه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ولكن أكثر الناس لا يشعرون فإن مثل هذه المسألة تكون إشعارا فلا يأتي الآتي بها جهارا ولو جهر بها كانت علما وأبدت حكما ونفحت فهما وأورثت في الفؤاد كلما يتنصر جرحه ولا يندمل وبه يتأمل كل متأمل ستره مسدل وبابه مقفل ومعربه معجم وموضحة مبهم دونه تطير البهم وتخر القمم لما يؤدي إليه من درس الطريق الأمم الذي أجمع على صحته الأمم وإن كان الصراط المستقيم الذي عليه الرب الكريم يتضمن الخير والشر ولنفع والضر والفاجر والبر ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم وهو البر الرحيم ومن ذلك من تغني استغنى من الباب 170 ليس منا من لم يكن بالقرآن يتغنى من حيره تحييرا لقد حاز مقاما كبيرا نعم العبد من قام به كابن أم عبد أصغى إليه الرسول لما وجد عنده الرسول فحمده على ذلك وأثنى بما كان به في ليله يتغنى فطوبى له من عبد متهجد في محرابه لربه يتعبد يتلو كلامه ويخاف آثامه وينادي علامة أعداد الهول يوم القيامة الحبر العلامة من جعل الحق أمامه كنيف وقد ملئ علما وحشي حكمة وحكما وغفر له بدعوة رسول الله ص مغفرة عزما أمرنا بأخذ القرآن عنه لما عرف الأمر منزلته منه فما لنا لا نكون ذلك الشخص حتى يشملنا هذا النص وإن كان قد فقد قائله فما فقد حامله وقابلة فكل شخص من هذه الأمة إذا كان له مثل تلك ألهمه كان المخاطب بذلك الحمد فليبذلوا في ذلك الجهد حتى يفوزوا بهذا الجد فعليكم بالتعرض لنفحات جوده ليخصكم بما خص به أهل العناية من عبيده ومن ذلك من تكلف ما تصوف من الباب الأحد والسبعين ومائة التكلف إذا كان من طريق البنية فلا يؤثر في البغية فإن كان من طريق القلب ففيه استهانة بالرب وهو أولى بالإيثار عند المقربين والأبرار في قيام الليل وصيام النهار من الأغيار فمن عبد الله بالتكلف فما هو من أهل التصوف التصوف خلق وعير الصوفي في التخلق والعالم بالله في التحقق فله الخلق من جهة صفاته وله التحقق من شهود ذاته إذا كان الرسول ص من رآه فقد رآه وهو هو ليس سواه فما ظنك برب العزة ومذل الأعزة ومن أسمائه العزيز الكريم الحكيم وما حاز الصورة إلا من خلق في أحسن تقويم فأي دخول هنا للشيطان الرجيم فإن تجلى الشيطان في الصورة صحت المقالة المذكورة وهي أنه عين كل موجود إذ كان هو نفس الوجود فحكمه خارج عن حكم النبي للمقام العلى وهذا هو القول الذي عليه يعول ودع عنك من تأول المعلوم إن رحمته وسعت الموجود والمعدوم ومن ذلك التلفيق من التحقيق من الباب 172 التلفيق ضم عين إلى عين لإيجاد صورة في الكون لولا ما لفق الأركان ما ظهر المعدن والنبات والحيوان ثم ضم الرحمن الحق إلى الحيوانية النطق فكان منه الإنسان الكامل منه والناقص الإنسان الحيوان وهذا من تلفيق الرحمن فأقامه إمامه وأعطاه الخلافة والإمامة وصيره الحبر والعلامة خص الأسماء وأنزله إلى الأرض من السماء وقد
(٣٦٤)