زهير بن أبي سلمي لا بد أن يطيع العوالي من يعصي أطراف الزجاج ومن يعص أطراف الزجاج فإنه يطيع العوالي ركبت كل لهدم من تعرض للفتن فقد أخذ بحظ وافر من المحن لا يمتحن بالدليل إلا صاحب الدعوى فمن ادعى فقد عرض نفسه للبلوى نبئ عبادي إني أنا الغفور الرحيم فقلنا بالجرأة على الخطايا وأن عذابي هو العذاب الأليم فحلت الرزايا بحلول البلايا يقول بن السيد البطليوسي رضي الله عنه في بعض منظومه ارج الإله وخفه * هذا الصراط القويم * قد قال ربك في الحجر * والإله كريم نبئ عبادي إني * أنا الغفور الرحيم * وقال إن عذابي * هو العذاب الأليم فالقلب بين رجاء * وبين خوف يهيم ومن ذلك سر الحجاب والحجاب والوقوف خلف الباب من الباب 83 الحجاب والحجاب رحمة والدليل إحراق السبحات والحجاب نقمة والبرهان ما جاء في أصحاب الدركات وليس الوقوف خلف الباب بحجاب إذا كان الباب يستحيل إلى من يكون خلفه الوصول والإقامة لديه والنزول فيكون الباب عين المطلوب فإنه المحبوب فإذا وصلت إليه حصلت بين يديه فمن ساعده شاهده ومن ذلك سر الحدود والعقود من الباب 84 الحدود أظهرت المحدود والعقود أسرت المعقود وما ثم إلا حد وعقد في رب وعبد فحد الرب في ليس كمثله شئ فتميز وحد العبد في الظل والفئ قد تبرز فالحد المجهول معقول والحد الموجود مشهود تنوعت الحدود الإلهية بالعماء والاستواء والنزول والمعية فلم ينحصر الأمر ولم ينضبط ولهذا يحار العالم فيه ويختبط فمن سلم فقد سلم ومن آمن فقد أسلم ومن ذلك سر التقوى في البلوى من الباب 85 الارتقاء في الاتقاء في دار الفناء لا في دار البقاء من اتقى الله في موطن التكليف على كل حال حاز درجة الكمال عند الارتحال الأمر بلوى فاستعن عليه بالتقوى لا تقوى إلا بالله ولا تقوى إلا من الله فمنه الحذر وبه يتقي الضرر قد استعاذ به منه من أخذنا طريق نجاتنا عنه فيه يلاذ ومنه يستعاذ فأنت الداء والدواء ومحرش الأعداء على الأوداء حكم التقى في يوم اللقاء إذا تراءى الجمعان واجتمع في الصورة الفريقان فإنها خلافة عامة يظهر سرها يوم الطامة فلأي معنى الواحدة تنجو والأخرى لا ترجو فالجبابرة والأنبياء في الأرض خلفا ومن ذلك سر الأحكام في الأنام من الباب 86 الأحكام في النيام من الأنام والحكم في القائمين من المنام لولا الحكم ما ظهرت الحكم ولا ميزت النقم من النعم لولا الشروع في الأحكام ما التذ أحد بمنام ولا انتصب في العالم إمام فبالحكم انضبط وكان النظام وارتبط وحصل الأمان في النفوس وأمن في الغالب التعدي على المحسوس فحدثت الأسفار إلى الأمصار وكان الرجل أمنا في رحلته عن أهله وماله عليهم بهذا الاعتبار وهذا حكم أعطاه الوضع ولو لم يرد به الشرع فلا بد من ناموس الأمان النفوس وأولاه ما شرع وفيه النجاة لمن اتبع ومن ذلك سر الطالع والأفل في الفرائض والنوافل من الباب 87 إذا طلع منك وأفل فيك فهذا القدر من العلم به يكفيك فهو الظاهر بطلوعه والباطن بأفوله فقف إن أردت السعادة والعلم عند قيله إنما لم يحب الخليل الآفل لأنه رآه يطلب السافل وهمته في العلو لطلب الدنو فإنه بذاته يسفل وبحقيقته يا فل ولما كان أفوله من خارج افتقر الخليل إلى معارج حتى لا يفقد النجم فلا يحال بينه وبين العلم والمعارج رحلة وقد علم إن الأمر ما فيه نقله فإن نسبة الأينيات إليه على السواء في الاستواء وفي غير الاستواء جعل الله في النوافل عينك كونه وجعل في الفرائض كونك عينه فبك يبصرك في الفرض وبه تبصر في النفل فالأمر ذرية بعضها من بعض ما هو عنك بل أنت عنه فأنت منه ما أنت منه ومن ذلك سر اجتناب الشبهة في كل وجهه من الباب 88 حقيقة الشبهة أن يكون لها إلى كل وجه وجهة والشئ لا يزول عن حقيقته ولا يعدل عن طريقته لأنه لو زال عن حقيقته لزال العلم وطمس عين الفهم وبطل الحكم وزالت الثقة بالمقه المتشابه محكم لمن علم فحكم من أشبهك فقد أشبهته ومن باهتك فقد بهته لكل وجهة هو موليها فما ثم شبهة أنت وغيرك متواليها العالم شبهة بالتخلي ولهذا أشبهته في التجلي ألا ترى اختلاف الصور عليه عند النظر
(٣٤٢)