الأمور من الباب الأحد والسبعين 71 العدد المسكر هو المعدود ولا سيما إن اتصف بالوجود وأخذته الحدود العدد له أحدية الكثرة التي لا نهاية لها يوقف عندها وأما استخراج خفيات الأمور بالعدد المكسور فذلك من حيث المعدود الداخل في الوجود وما يدخله من التقسيم وهو عين العدد المفهوم وبه يخرج ما خفي من العلم بالله المنزه عن الأشباه ولا أخفى من العلم به فانتبه إن كنت تنتبه وإنما قلنا في المعدود الحاصل في الوجود إنه عين العدد المكسور لأنا اقتطعناه مما لا ينتهي من الممكنات وعبرنا عن هذا القدر بالمحدثات فهو جزء من كل لا إحاطة فيه ولا حصر ولا إحصاء ولو بالغت في الاستقصاء وما يحصى منه إلا الموجود وهو المعدود ومن ذلك سر الرجعة من منزل الرفعة من الباب 72 من علامات صدق التوجه إلى الله الفرار عن الخلق ومن علامات صدق الفرار عن الخلق وجود الحق ومن كمال وجود الحق الرجوع إلى الخلق إما بالإرشاد وإما بكونه عين الحق فسمه خلقا بوجه وحقا بوجه كما يقوله أهل الوجه فإن الوجه له البقاء وهو الذات التي لها الاعتلاء وقد جاء الإعلام في أصدق القول والكلام كل شئ هالك إلا وجهه وكل من عليها فإن ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ولكن هنا سر من حيث ما هو عليها ولديها فما كل كل في كل موضع ترد فيه يعطي الحصر فإنه قد تأتي ويراد بها القصر مثل قوله في الريح العقيم ما تذر من شئ أتت عليه إلا جعلته كالرميم وقد مرت على الأرض وما جعلتها كالرميم مع كونها أتت عليها وما جعل الحق الحكم في الأرض إليها ومن ذلك ما خفي في الصدور من علوم الصدور من الباب 73 الحق المعتقد في القلب هو إشارة إلى القلب فاقلب تجد ما ثبت في المعتقد فإنه ليس كمثله شئ ومن لم يثبت له ظل كيف يكون له فئ والقلب في الصدور وهو الرجوع لا واحد الصدور فإنا عن الحق صدرنا من كوننا عنده في الخزائن كما أعلمنا فعلمنا فهو صدور لم يتقدمه ورود كما هو في بعض الأمور فمن قال إن الصدور بعد الورود فما عنده علم بحقائق الوجود فلولا ما نحن ثابتين في العدم ما صح أن تحوي علينا خزائن الكرم فلها في العدم شيئية غير مرئية فقوله لم يكن شيئا مذكورا فذلك إذ لم يكن مأمورا فقيده بالذكر في محكم الذكر ومن ذلك سر ما في الجهاد من الصلاح والفساد من الباب 74 ما تفسد في الوجود صورة إلا وعين فسادها أيضا ظهور صوره فما تزال في الصور في حال النفع والضرر فالجهاد صلاح وفساد لأن فيه حز الرؤوس ومفارقة الحس المحسوس فالشهيد يشبه الميت فيما اتصف به من الفوت ولذلك يورث ماله وينكح عياله فطلاق الشهيد يشبه تطليق الحاكم على الغائب وإن كان حيا إذا أبعد في المذاهب وقد ثبت عن سيد البشر لا إضرار ولا ضرر وقد علم إن الشهيد هو سعيد بدار الخلود وإن حصل تحت الصعيد ولا سبيل إلى رجعته ولا إنزاله من رفعته مع كونه حيا يفرح ويرزق وما هو عند أهله ولا طلق وهذه حالة الأموات والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون فرحين وهم عندنا رفات وما لنا إلا ما نراه ولكل امرئ ما نواه ولا نحكم إلا بما شهدناه فاستمع تنتفع ومن ذلك ترك العناد لترك السداد من الباب 75 ترك العناد أحق لما فيه من موافقة الحق موافقة إرادة لا عادة إذا قعد المعاند مقعد صدق فقد حصل في مقطع حق إن لم يعاند أهل الحق أهل الباطل فجيده ليس بحال بل هو عاطل فتارك العناد هو تارك السداد تقابلت الأسماء إذا لم يكن الاسم المسمى إذا كانت اليد بالنواصي أنزلت العصم من الصياصي ولم تفتها ما عندها من الصياصي العناد من المحق في بعض المواطن سداد ومن المبطل فساد الأول ليس بمعاند حتى يعاند فيعاند فإن صمت كان كمثل من بهت والباهت مقطوع الحجة دارس المحجة القيام لله نعت الحليم الأواه لولا قيامه ما رمى في النار ولا انخرقت العادة في الأبصار هي نار في أعين الإمام وهي على الخليل برد وسلام فهو عندهم في عذاب مقيم وهو في نفسه في جنة النعيم لما هبت عليه الأنفاس كان كأنه في ديماس ومن ذلك ما في الخلوة من الجلوة من الباب 76 لا خلوة في الوجود لأنه لا بد من شاهد ومشهود في خلوة الأسرار جلوة الجبار وفي خلوة الأشباح جلوة الملازمين من الأرواح لا بد لك من مكان تعمره فهو يبصرك وإن كنت لا تبصره الخلوة إضافة ونسب ولا بد فيها من جلوة سبب أين الخلوة والوجوه سافرة والأعين
(٣٤٠)