لا عين الأشهاد وما ثم إشهاد إلا الأسماء التي تكونت أحكامها عنه وظهرت آثارها به منه فبالسماع كان الوجود وبالوجود كان الشهود فلولا الصيد ما نفر الغزال * ولولا الصد ما عذب الوصال ولولا الشرع ما ظهرت قيود * ولولا الفطر ما ارتقب الهلال ولولا الجوع ما ذبلت شفاه * ولولا الصوم ما كان الوصال ولولا الكون ما انفطرت سماء * ولولا العين ما دكت جبال ولولا ما أبان الرشد غيا * لما عرفت هداية أو ضلال ولا كان النعيم بكل شئ * ولا حكم الجلال ولا الجمال أرى شخصا له بصر حديد * له الأمر المطاع له النزال وآخر ما له بصر ويرمي * ولا قوس لديه ولا نبال فسبحان العليم بكل أمر * له العلم المحيط له الجلال إذا نظرت إليه عنون قوم * بلا جفن بدا لهم الكمال فوقتا لا يرون سوى نفوس * مبعدة وغايتها اتصال ومن ذلك سر من منح ليربح فلنفسه سعى فكان لما أعطى وعا من الباب السابع عشر إذا ما كنت ميدانا * فجل فيه إذا كانا * فإني لست أنفيه * لذا سميت إنسانا لما انتقل العلم إليه بقوله حتى نعلم سكت العارف لما سمع ذلك وما تكلم وتأول عالم النظر هذا القول حذرا من جاهل يتوهم ومرض قلب المشكك وتألم وسر به العالم بالله ألهمهم ولكنه ما تكلم بل تكتم وقال مثل ما قاله الظاهري الله أعلم فالإلهي علم والمحدث سلم فاحمد الله الذي علمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما فثابر على شكره وألزم فإذا رأيت من يفرق بين الحد والذم قل له لا تتقدم فتندم فإن جدارك تهدم وظهر المعمى فآمن من كان بالأمس قد أسلم فإذا المعطي عين الآخذ فعلى نفسه تكرم فهذه شعائر الله من عظمها عظم فعظم ومن اهتضمها اهتضم فأين أصحاب الهمم وأهل الجود والكرم يوضحون المبهم ويفتحون ما طبع عليه وختم فتبرز مخدرات الغيوب والظلم ذوات الثنايا الغر واللمم فيأخذ بهم ذات اليمين على الطريق الأمم لينظر سائر الأمم ما خصت به أمة من أوتي جوامع الكلم وفنون الحكم محمد بن عبد الله ص فبه بدئ الأمر وختم فكان نبيا وآدم بين الماء والطين ما خمرت طينته وما علم وأخرت طينته ص إلى أن جاءت دورة الميزان الذي عدل حين حكم فهو واضع الشرائع ورافعها روحا ونفسا وعقلا وحسا خط ذلك كله في اللوح المحفوظ القلم ومن ذلك سر التعبد في التهجد من الباب 18 إذا بان الصبح لذي عينين وكنا ممن أماتنا الله تعالى اثنتين وأحيانا اثنتين ظهر في غيوبنا ما اعترفنا به من ذنوبنا فكان تهجدنا محدودا وقرآننا مشهودا وطلع الآفل في النوافل وعمرت الفرائض المرابض فقربناها ضحايا ومطوناها مطايا فربحت تجارة الأوراد وظهر الرشاد والإرشاد في حرق الأدب المعتاد فقعدنا بالحق في مقعد الصدق بنعت القائم على كل نفس بما كسبت والعالم بما اكتسبت فعند ما طلع فجرها سعى بين يديها نورها يتلوه أجرها فحاز الأجر كثيفها واستنار بالنور لطيفها بنعتك لا بنعتي كان وردي * فمجدك في التهجد عين مجدي عهدتك إذا أخذت على عهدا * وفيت به فأوفى لي بعهدي وعدت كما وعدت وقلت عني * بأني صادق في كل ووعدي وأنت الصادق الحق الذي * لم يزل في جده يعلو يجدي يجدي قد علمت علو جدي * لمن حمد الإله بعين حمدي
(٣٣١)