نهي عن التجسس ومن ذلك سر الإلهام والوحي في المنام من الباب 56 الدقائق أعوام في حال المنام وعلوم النظر أوهام عند علوم الإلهام القائل عن الإلهام ما يخطئ والحكم به لا يبطئ عظم محن النفوس وبلواها في ألهمها فجورها وتقويها فمن نهى النفس عن هواها بهواها فقد أمن غائتها ومنتهاها لولا إلهام النحل ما وجد العسل في زمان المحل بالإلهام طلب المرعى وجمع فأوعى المبشرات نبوات ورسالات فاستدرك بعد أن عمم فقال لكن المبشرات فحصص وتمم فسبحان من خصه بالحكم وجوامع الكلم ومن ذلك سر الزمان والمكان من الباب 57 المكان نسبة في موجود والزمان نسبة في محدود وإن لم يكن له وجود المكان يحد بالجلاس والزمان يعد بالأنفاس الإمكان يحكم في الزمان والمكان الزمان له أصل يرجع إليه وهو الاسم الإلهي الدهر الذي يعول عليه ظهر المكان بالاستواء وظهر الزمان بالنزول إلى السماء وقد كان قبل الاستواء له ظهور في العماء الأينية للمتمكن والحال والفرق ظاهر بين الأماكن والمحال الحال بحيث المحل والمتمكن عن المكان منتقل الزمان ظرف لمظروف كالمعاني مع الحروف وليس المكان بظرف فلا يشبه الحرف ظرف المكان تجوز في عبارة الإنسان الزمان محصور في القسمة بالآن وما من شرطه وجود الأعيان وإذا لم يعقل المكان إلا بالساكن فهو من المساكن ومن ذلك سر المنصور والناصر من الأفلاك والعناصر من الباب 58 ما استعيذ بالله من الحور بعد الكور إلا لتأثير الدور ما ثم حور بل ثم استدارة لا دور ما في العالم تكرار مع وجود الأدوار كل ذلك إقبال وذهاب ما ثم رجوع ولا إياب السبب الأول خير الناصرين والسبب الأخير خير المنصورين الأفلاك ذكور والعناصر محال التكوين والظهور وقد كانت الأفلاك أمهات لما ظهر فيها من المولدات الفاعلات أملاك والمنفعلات أفلاك والانفعالات أعراس وأملاك لولا الالتحام ما ظهر هذا النظام قد يكون المنفعل ناصر الفاعلة فيه بقبوله وبلوغ سؤله ومأموله لولا الأمر المطاع ما كان الاجتماع فما ظهرت أشباح ولا أرواح إلا بنكاح ومن ذلك سر اختصاص النصب بالغضب من الباب 59 الغضب نصب النفس في كل جنس نصب الأبدان من همم النفوس في المعقول والمحسوس من تأثر تعثر وما ثم من لا يتأثر إلا ببلوغ المراد تميز الرب من العباد فالرب بالغ أمره وإن جهل العبد قدره والعبد عبد القهر بحكم الدهر من حكم عليك فهو إليك فوله إن شئت أو فأعز له ونزه نفسه إن شئت أو مثله في التنزيه عين التشبيه فأين الراحة التي أعطتها المعرفة وأين الوجود من هذه الصفة الظالم هو الحاكم في أكثر المواطن والحكم في الظاهر إنما هو للباطن فلولا الأنفاس ما تحركت الحواس ومن ذلك سر امتياز الفرق عند إلجام العرق من الباب الستين إذا كان يوم العرض ووقع الطلب بإقامة السنة والفرض وذهلت كل مرضعة عما أرضعت وزهدت كل نفس فيما جمعت والجم الناس العرق وامتازت الفرق واستقصيت الحقوق وحوسب الإنسان على ما اختزنه في الصندوق زال الريب والمين وبان الصبح لذي عينين وندم من أعرض وتولى وفاز بالتجلي السعادي كل قلب بالأسماء الإلهية الحسنى تحلى في الموطن الذي إليه حين دنى تدلى فرأى في النزلة الأولى والأخرى من آيات ربه الكبرى فرفع ميزان العدل في قبة الفصل ففاز بالثقل أهل الفضل فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية ومن خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ماهية نار حامية ولا تمتاز الفرق إلا بالحدود فمنهم النازل بمنازل النحوس ومنهم النازل بمنازل السعود ومن ذلك سر المقام الشامخ في البرازخ من الباب الأحد والستين البرزخ بين بين وهو مقام بين هذين فما هو أحد هما بل هو مجموع الاثنين فله العز الشامخ والمجد الباذخ والمقام الراسخ وعلم البرازخ له من القيامة الأعراف ومن الأسماء الاتصاف فقد حاز مقام الإنصاف فما هو عين الاسم ولا عين المسمى ولا يعرف هويته إلا من يفك المعمى وقد استوى فيه البصير والأعمى هو الظل بين الأنوار والظلم والحد الفاصل بين الوجود والعدم وإليه ينتهي الطريق الأمم وهو حد الوقفة بين المقامين لمن فهم له من الأزمنة الحال اللازم فهو الوجود الدائم البرزخ جامع الطرفين والساحة بين العلمين له ما بين النقطة والمحيط وليس بمركب ولا بسيط حظه من الأحكام المباح ولهذا كان له الاختيار والسراح لم يتقيد بمحظور ولا واجب ولا مكروه ولا مندوب إليه في جميع المذاهب ومن ذلك سر النشر والحشر
(٣٣٧)