هم الذين لقوا الشدائد في تمهيد السبل ما جنح إلى الرخص من كان هجيره آخر القصص التخلق بالأسماء الإلهية على الإطلاق من أصعب الأخلاق لما فيها من الخلاف والوفاق إياك أن يظهر مثل هذا عنك إلا حتى تعلم معنى قوله ع أعوذ بك منك فمن استعاذ وبمن لاذ وعاذ الكبرياء حدث في أهل الحدث والحدث مزيل الطهارة ويكفيك هذه الإشارة طهارة الحدث الفطرة وهو ما شهد به لله في أول مرة فإن حشر وبعث في الحافرة فما هي كرة خاسرة ولا سلعة بائرة لما كان الشرك هو العارض والدار الآخرة مزيلة للعوارض لذلك لم يظهر فيها شرك ولا وقع فيها إفك مواقف القيامة شدائد لحضور المشهود عليه والشاهد فمن كان في الدنيا حسابه فرح به أحبابه وحمد ذهابه وإيابه وفتحت له بالخيرات والخيرات أبوابه وأجزل له ثوابه من سلك هنا ما توعر تيسر له في آخرته ما تعسران مع العسر في الدنيا يسرا فيها ثم إن مع العسر في الدنيا يسرا في الآخرة لمن فهم معانيها بما يعاينها ما أثقل الظهر سوى الوزر فلا تضف إلى أثقالك أثقالا وكن لرحى ما يراد منك ثقالا هنا تحط الأثقال أثقال الأفعال والأقوال وهنا تباشر الأزبال وتدبر الأثقال احذر من الابتداع بسبب الاتباع ولا تفرح بالأتباع وكن مثل صاحب الصواع فإنك لا ينفعك توبتك ولا يزول عنك حوبتك واقتصر على ما شرع واتبع ولا تبتدع وكن مع الله في كل حال تحمد العاقبة والمال ومن ذلك سر المطابقة والموافقة من الباب 109 المطابقة مشاكلة والموافقة ممائلة كل يعمل على شاكلته بقدر سورته اعلم أن أرباب النهي هم الذين يوافقون الحق فيما أمر به ونهي موافقة الأمثال من شأن الرجال وقد ثبتت المثلية بكاف التشبيه وهو التنزيه عن التنزيه وقد ورد الخبر بالصورة والخلافة في السورة فالكل هم النواب وهم الحجاب وهم عين الحجاب الواقفون عند الباب للصادر والوارد والوافد والقاصد لهم الرفادة والسدانة والسقاية وهم أهل الكلاة والرعاية إليهم ترفع النوب ومنهم تعرف القرب وبهم تفرج الكرب ما لهم علم إلا بمن طابقهم ولا يشهدهم إلا من وافقهم بأيديهم مفاتيح الكرم وإليهم ترفع الهمم هم الظاهرون بصورة الحق والملجأ العاصم لجميع الخلق لهم الحيرة والغيرة هم العواصم من القواصم ولهم الدواهي والنواهي فلكل قاصمة عاصمة ولكل داهية ناهية يتصرفون في جميع الأشياء تصرف الأفعال في الأسماء ما بين نصب وخفض ورفع وعطاء ومنع أقسم بالشفق والليل وما وسق والقمر إذا اتسق لتركبن طبقا عن طبق فما ثم إلا تغير أحوال في أفعال وأقوال تطابق المال والولد في زينة الحياة الدنيا وتميزت مراتبهم في العدوة القصوى وافق شن طبقه ولهذا ضمه واعتنقه فلق الحب عن أمثاله فلم يظهر سوى أشكاله فمن بذر حنطة حصد حنطة كانت له فيها غبطة ومن بدر ما بذر حصد مثل الذي بذر فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وإنما هي أعمالكم ترد عليكم ولا يبرز لكم إلا ما عملتم بيديكم فلا تلوموا إلا أنفسكم وانقطعوا إلى من أنسكم ومن ذلك سر الاغتباط والارتباط من الباب 110 من ألزم نفسه الحال فهو شديد المحال من اغتبط بأمر سعى في تحصيله ونظر في تفصيله ومن ارتبط فقد اغتبط الرباط ملازمة والملازمة في الإلهيات مقاومة المغتبط مسرور والمرتبط محجور لما دخلت الحضرة الندسية والمقامات القدسية ونزلت بفنائها وأحطت علما بما أمكن من أسمائها تلقاني الاسم الجامع للمضار والمنافع فأهل ورحب وسهل وبذل وأوسع وجاد وما منع فكان مما جاد به على المملوك نظم السلوك في مسافرة الملوك فاتخذته سجيرا واتخذني سميرا فجرى بنا السمر والليل قد أقمر إلى حديث النزول الإلهي في الثلث الباقي من الليل الإنساني وسؤاله عباده التائبين والداعين المستغفرين ليجود عليهم بالمنح وأنواع الطرف والملح فكان أحد الداعين الواعين شخصا ضخم الدسيعة من العلماء بالطبيعة ممن ثبتت قدمه في العلم بها ورسخ وكان له المقام الأشمخ فسأل ربه أين الطبيعة من النفس ومن المقام العقلي الأقدس فقال هي عين النفس فيمن تنفس لها الاسم الرحمن الذي له الاستواء على الأكوان هو الآتي من قبل اليمن ولكن إلى من وإن كنا نعرف إتيانه ممن فالكرب تطلبه والمسرات
(٣٤٧)