من الباب 62 النشر ضد الطي وبه يتبين الرشد من الغي النشر ظهور فهو نور على نور الحشر جمع ما فيه صدع بالحشر يقع الازدحام وبه يكون الالتحام لولا الحشر ما زوجت النفوس بأبدانها ولا أقيمت المأدب بميدانها قبور الأرواح أجسامها وقبور الأجسام أزامها ففي سجن الأشباح سراح الأرواح فلها الرواح والارتياح في الانفساح وإن تقيدت بصور جسدية فإن لها القليبات الأبدية وما لها نعت إلا الأحدية وإن كانت لا ننفك عن صورة فإنها في أعز سورة فإذا بعثت الأجسام من قبورها وحصل للعرض عليها ما في صدورها صدق الخبر الخبر وما بقي للريب في ذلك من أثر فمن حار فاز وليس للبازي إلا ما حاز فاعبر ولا تعمر فإن الدنيا نهر وبحر يحكم فيها مد وجز والإنسان على نهرها جسر ومن ذلك سر المقامة والكرامة من الباب 63 النار دار انتقال من حال إلى حال والحكم في عاقبتها للرحمة والنعمة وإزالة الكرب والغمة فلذلك لم توصف بدار مقامه لعدم هذه العلامة وسميت منزل الكرامة دار المقامة لأنها مقيمة على العهد فلا تقبل الضد المقامة نشأة الآخرة لأنها عين لحافرة ما هي كرة خاصرة بل هي رابحة تاجرة سوقها نفاق وعذابها نفاق فالصورة عذاب مقيم والحس في غاية النعيم فإن نعيم الأمشاج فيما يلائم المزاج ومن ذلك سر الشرع المنافر والموافق للطبع من الباب 64 الشرع لا يتوقف على منافر أو موافق إذا تصرف له الحكم فيما ساء وسر ونفع وضر منزلته الحكم في الأعيان لا في الأكوان الصلاة خمس ما بين جهر وهمس بنى الإسلام على خمس لإزالة اللبس فالتوحيد إمام فله الإمام والصلاة نور والصبر ضياء والصدقة برهان والحج إعلام بالمناسك الكرام وحرمات في حلال وحرام الشرع زائل والطبع ليس براحل محل الشرع الدار الدنيا ومحل الطبع الآخرة والأولى يرتفع الحكم التكليفي في الآخرة ولا يرتفع الطبع من الحافرة للشرع منازل الأحكام وللطبع البقاء والدوام جاءت الشرائع بحشر الأجساد وثبتت بخرق المعتاد أينما كانت الأجساد فلا بد من كون وفساد وبهذا ورد الشرع وجاء السمع وقبله الطبع ووافق عليه الجمع والايمان به واجب وإن الله خلقهم من طين لازب ومن ذلك سر الشهادتين والجمع بين الكلمتين من الباب 65 العين طريق والعلم تحقيق لولا فضل العلم على العين ما كان شهادة خزيمة بمنزلة شهادة رجلين ما تنظر إلا لتعلم كما أنك لا تخاطب إلا لتفهم ولا تخاطب إلا لتفهم الشهادة حضور ونور على نور الشهادة على الخبر أقوى في الحكم من شهادة البصر يثبت ذلك شهادة خزيمة للنبي ع المنقولة عنه في الأحكام لولا التلبس الداخل على البصر ما شهد الصحابة في جبريل ع أنه من البشر وليس من البشر فلو استعملهم العلم وكانوا بحكم الفهم لتفكروا فيما أبصروا حيث سألوا عما جهلوا فكانوا يقولون إن لم يكن هذا المشهود روحا تجسد وإلا فهو دحية كما يشهد ولو ظهر في أماكن مختلفة في زمان واحد وتعدد فلا يقدح ذلك في دحييته فإنه في كل صورة بهويته وتلك الصور لهويته كالأعضاء لعين الإنسان وهو واحد مع كثرة الأعضاء التي في الأكوان فمن وقف عند ما قلناه حينئذ يعرف ما يرى إذا رآه وبهذا يجمع بين الكلمتين ويتلفظ بالشهادتين لأنه من يطع الرسول فقد أطاع الله فإن هويته سمعه وبصره وجميع قواه ومن ذلك سر تقديس الجوهر النفيس من الباب 66 الجوهر الأصل وعنه يكون بالفصل القدوس عين بصر المحبوب من خلف حجاب الغيوب فإذا أنصف الإنسان فرق بين الايمان والعيان ولا سيما فيمن كان الحق قواه من الأكوان فالتصديق بالخبر فوق الحكم بما يشهده البصر إلا إذا نظر واعتبر ومن ذلك سر المقاولة والمحاولة من الباب 67 لولا القول ما ظهرت الأعيان ولا كان ما كان فصل الخطاب من المقال وسلطانه في قلت وقال المحاولة في التفهيم لأرباب التعليم كما هي في التفهم وطلب التعلم من المحاولة ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ومن المقاولة قسمت الصلاة بيني وبين عبدي فإلى وعلى المحاولة لا يظهر عنها عين إلا في كون المقاولة من المحاولة المقاولة تأخر ومسابقة والمحاولة في الوجود مساوقة المقاولة نسب والمحاولة سبب المقاولة منها مناوحة ومنها مكافحة القول يطلب السمع ويؤذن بالجمع له الأثر في السامع وهو يقرب الشاسع وفي بعض المواطن تغني الإشارة عن العبارة ومن ذلك الحجب المنيعة عن أحكام الطبيعة من الباب 68 لا يقول بالحجب المنيعة عن أحكام الطبيعة إلا أصحاب خرق العوائد أهل الأنوار والمشاهد العاملون على أسرار الشرع وما شعروا أن ذلك من أحكام الطبع فإن العادة حجاب
(٣٣٨)