والكل في حقه موجود وإن كان لعينه يتصف بأنه مفقود فلم يبق للأمل متعلق ولم تكن له عين تتحقق والإنسان الكامل مخلوق على الصورة فمن أين اتصف بالأمل وليس له في الأزل سورة لقد نبهت على سر غفل عنه العلماء ولم تعثر عليه الحكماء واسمع الجواب من فصل الخطاب اعلم أن الله كان ولا شئ معه في كونه من حيث عينه فليس لمخلوق عين في ذلك الكون مع تعلق العلم من العليم إن ثم حادثا يتميز عن القديم يتأخر كونه تأخر وجود كتأخر الزمان عن الزمان في غير زمان محدود فذلك القدر المعقول الذي تضبطه الأوهام وتحيله العقول منه كان في المخلوق الأمل وهو الذي أحدث الأجل فأظهر الاسم الأول بالاسم الآخر عين الأمل بتأخر العمل وحكم العلم بكونه في عينه فأراد فقال كن فكان فظهرت الأعيان وفي حال الإرادة لم يتصف العين بالكون فالإرادة أثبتت عين الأمل لمن نظر وتأمل ومن ذلك سر إجابة الدعاء لا رغبة في العطاء من الباب الموفي مائة لب إذ دعاك الحق إليه لا رغبة فيما في يديه فإنك إن أجبته لذلك فأنت هالك وكنت لمن أجبت وأخطأت وما أصبت واستعبدك الطمع واسترقك وأنت تعلم أن الله لا بد أن يوفيك حقك فمن كان عبدا لغير الله فما عبد إلا هواه وأخذ به العدو عن طريق هداه التلبية تولية فلا تلب إلا الداعي فإنك لما عنده الواعي ما اختزن الأشياء إلا لك فقصر أملك وخلص لله عملك ومن علم أنه لا بد من يومه فلا يعجل عن قومه من عناية الله بالرسول المبجل تخليص الاستقبال في قوله ولسوف يعطيك ربك فترضى حتى لا يعجل ومن ذلك سر العلم المستقر في النفس بالحكم من الباب الأحد ومائة العلم حاكم فإن لم يعمل العالم بعلمه فليس بعالم العلم لا يمهل ولا يهمل العلم أوجب الحكم لما علم الخضر حكم ولما لم يعلم ذلك صاحبه اعترض عليه ونسي ما كان قد ألزمه فالتزم لما علم آدم الأسماء علم وتبرز في صدر الخلافة وتقدم العلم بالأسماء كان العلامة على حصول الإمامة العلم يحكم والأقدار جارية * وكل شئ له حد ومقدار إلا العلوم التي لا حد يحصرها * لكن لها في قلوب الخلق آثار فحدها ما لها في القلب من أثر * وعينها فيه أنجاد وأغوار فلو تحد بحد الفوز ناقضه * حد لنجد ففي التحديد إضرار افهم قوله تعالى حتى نعلم فتعلم إن كنت ذا فهم من أعطاه العلم من علم الشئ قبل كونه فما علمه من حيث كونه وإنما علمه من حيث عينه من أين علم إن العين يكون وليس في العدم مكون هذا القدر من العلم أعطاه جوده وحكم به وجوده ومن ذلك سر تغير العلم لتغير الحكم من الباب 102 أعطى علم التحقيق وعلم الرسوم أن العلم يتغير بتغير المعلوم ولا يتغير المعلوم إلا بالعلم فقل لنا كيف الحكم هذه مسألة حارت فيها العقول وما ورد فيها منقول فكيف أقول منهج الأدلة إن العلة لا تكون معلولة لمن هي علة ما أتى على من أتى من الالتباس إلا من إلحاق الغائب بالشاهد في القياس فمن فساد النظر حكمك على الغائب حكمك على من حضر لكل مقام مقال وأين الواجب من الممكن والمحال وأين الحال من المحال لكل عين حد عند كل أحد فلا تغرنك الأمثال فإنها عين الإضلال ومن ذلك سر شكوى الحق بالخلق من الباب 103 أخبرنا الحق المالك في بعض المناسك والمسالك فقال وأطال شتمني ابن آدم ولم يكن ينبغي له ذلك وكذبني ابن آدم ولم يكن ينبغي له ذلك ثم شرح وأوضح وأعطى المفتاح لمن شاء أن يفتح من فتح حصل جزيل المنح فعرف العلي ما أودى به لينصره الولي إن تنصروا الله ينصركم كما إنكم إن ذكرتموه يذكركم فما ذكر إلا لينصر فينصر فمن تأسي بالحق أصاب ومن ترك الاقتداء به خاب ننصره في الدنيا لينصرنا في العقبى وقد ينصرنا هنا رحمة منه بنا لعدم صبرنا وهو سبحانه الصبور مدهر الدهور الذي لا يمهل ولا يعجل ومع هذا طلب النصر منا في الدنيا واستعجل وذلك لحكمة الوفاء بالجزاء ومن ذلك سر شكوى الخلق بالحق من الباب 104 خاطب أحكم الحاكمين رب مسني الضر وأنت أرحم الراحمين وأخبر عن هذا الشاكي في نص الكتاب إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب فمن اشتكى إلى غير مشتكى فقد حاد عن
(٣٤٥)