ولا جيل إلا وهو مملوك للقطمير والنقير والفتيل فالكل تائه ولهذا قنعوا بالتافه فمنهم الشكور والكفور ومنهم الراغب والزاهد ومنهم المعترف والمعاند الجاحد لم يحصل له أمان الغرفة إلا من قنع في شربه بالغرفة فمن اغترف نال الدرجات ومن شرب ليرتوي عمر الدركات فما ارتوى من شرب وروى من اغترف غرفة بيده وطرب مع أن القرائن أقوم قيلا وهو الحاوي على كل شئ أوتيناه وأهدى سبيلا وما أوتينا من العلم إلا قليلا لما جرى نهر البلوى بين العدوتين الدنيا والقصوى وكان الاضطرار وقع الابتلاء والاختبار لما كان الظماء اختبر الإنسان بالماء ومن الماء جعل الله كل شئ حي في ظلمة ونور وفي والحياة نعيم في الحديث والقديم فمن أهل العدوة الدنيا من لا يموت ولا يحيى ومن أهل القصوى من كانت نجاته في الدعوى التافه والعظيم سيان في النعيم ليس في الكثرة زيادة إلا في عالم الشهادة وأما في عالم الغيب فما في المساواة فيه ريب المعنى لا ينقسم إذا قسم ما قسم لا يقبل الانقسام إلا عالم الأجسام من رضي بالقليل عاش في ظل ظليل في خير مستقر وأحسن مقيل وما ثم كثير فكل ما في الوجود يسير هذا وما ثم منع ولا عم النفع النفع وقف على نيل الغرض والغرض قد يكون سببا في وجود المرض من لم يأته غرضه طال في الدنيا مرضه لذلك قال رضي الله عنهم ورضوا عنه فالرضي منا ومنه ومن ذلك الرضي بالدون هجا والهجا جفا من الباب الثاني والعشرون ومائة لا يرضى بالحقير إلا من لا يعرف قبيلا من دبير اعتناء الحق بالنقير دليل على أنه كبير لا يخفى على ذي عينين أن لله عناية بكل ما في الكون إخراج الشئ من العدم إلى الوجود دليل على أنه في منازل السعود من أعطاه الحق صفته فقد منحه علمه ومعرفته هجا الكون ثناء ومدحه هجا من طلب من الحق الوفاء فقد ناط به الجفاء وليس برب جاف بلا خلاف الوفاء مع كلمه من شيمة صفات الحق لا تستعار وعلى الاتصاف بها المدار لا تصل إليه إلا بالاعتماد عليه والاعتماد عليه محال لأنك ما أنت مغاير له بحال إذا كان الكل منه فما معنى رضي الله عنهم ورضوا عنه متعلق الرضي القليل فإن الإنعام لا يتناهى بالبرهان الواضح والدليل فلا بد من الرضي بذا حكم الدليل وقضى وبهذا المعنى رضاه سبحانه عنك بما أعطيته منك على أنك ما أعطيته إلا ما خلقه فيك وهذا القدر يكفيك وهو يعلم أن الاستطاعة فوق ما أعطيته والأمر كما بلوته الدون ما دون وما ثم الأدون لا يلتفت العارف لما يخاطبه به الواقف فإن الواقف محجور عليه بما ينتقل إليه والمحجور خطابه محصور والعارف متصرف في كل وجهه لكونه يشاهد وجهه ومن عرف الوجه فهو الكامل بكل وجه لا تنظر الأبصار إلا إليه ولا تعتمد البصائر إلا عليه فكل ما في العلم لديه وحاضر بين يديه يحيط به إحاطة الأفلاك بالأملاك ويحكم عليه حكم الملاك في الأملاك لا يحب الله الجهر بالسوء من القول وما كل فريضة تقتضي العول لا ينكح الأمة إلا من لا يستطيع الطول والله ولي التوفيق وهو بالفضل حقيق ومن ذلك سر تيسير العسير من الباب 123 الخلق في الإعسار وإن كان ذا يسار فإن يسار الحق ما هو عين الخلق فمنه أخذ وإياه أعطى ولا يعرف هذا إلا بعد كشف الغطاء الجواد قديم والجود محدث فلا تتحدث التحدث بالنعم شكر وليست سواك في الخلق وإن كانت بيد الحق لما كان بيده الإيجاد ومنع وقتا وجاد قلنا بالعسر المعتاد العسر إفلاس ولا يكون إلا لأهل الحاجة من الحيوان والناس كل متحرك بالإرادة فهو يطلب خرق العادة والنبات والجماد لا يقولان بالمعتاد الحاجة بالحال فلهذا يستغني به عن السؤال لسان الحال أفصح ووزنه أرجح لسان الحال لمن عدا أهل المنطق فأظهر بصفتهم ولا تنطق ما حال بينك وبين حقك إلا عجلتك بنطقك الرزق مقسوم ومنزل بقدر معلوم لا ينقص ولا يزيد سؤال العبيد طلب الزيد في الجبلة في كل ملة كيف لا يظهر بالافتقار من حكم عليه الاضطرار وبقي الحكم للأقدار فكل شئ عنده بمقدار إن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وما جعله يتأخر إلا القضاء المقدر فهو القاضي بالتأخير في تيسير العسير إذا قام اليسر بالعسر ظهر عين الإعسار وإن لم يقم به فليس إلا اليسار ما في العالم عسر لو زالت الأغراض وكله يسر
(٣٥١)