فالزم تعلم ومن ذلك سر ما لا ينال إلا بالكشف الصرف من الباب 38 وليس إلا علم التجلي والتداني والتدلي وكذلك ما ينتجه التجلي بالأسماء من علوم الأنباء وكل علم موقوف على الحس فما فيه لبس وما ينتجه الفكر فلا يعول عليه فإن النكر يسارع إليه وأما قوله وما رميت إذ رميت فقد أثبت لك ما رأيت ودل قوله ولكن الله رمى على أمر يستوي فيه البصير والأعمى فيد الله أيدي الأكوان وإن اختلفت الأعيان فعد عن النظر في الصور فإنها محال الغير وقل رب زدني علما لتحدث حكما ومن ذلك سر العزل والولاية في الضلالة والهداية من الباب 39 يتضمن العزل الولاية تضمن الضلال الهداية الهدى إلى الضلال هدى فإياك أن تجعل الضلالة سدى الضلالة حيرة ولو لم تكن ذاتية لا وجبتها الغيرة لو لم تكن الضلالة انتهك حماه وكان إدراكه في عماه لا عزل إلا من ولاية ولا ضلال إلا بعد هداية وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون وهذا من العلم المخزون المصون من أضله الله على علم فهو صاحب فهم والله الوالي من اسمه المتعالي ومن ذلك سر المجاورة والمحاورة من الباب 40 المحاورة لا تعقل من غير مجاورة المحاورة مراجعة الحديث في القديم والحديث الجار أحق بصقبه من صاحب نسبه فإنكم بالأصل من أولي الأرحام ومن أهل الالتئام والالتحام لا يشترط في الجوار الجنس فإنه علم في لبس الله جار عبده بالمعية وإن انتفت المثلية والعبد جار الله في حرمه ومطلع على حرمه وهي أعيان كلمات الله التي لا تنفد ولا تبعد فتبعد ومن ذلك سر النهار والليل والحرمان والنيل من الباب الأحد والأربعين النهار معاش والليل لباس فالنيل وجدان والحرمان إفلاس فقد ارتفع الالتباس النهار حركة والليل سكون والمحروم من الخلق من يقول للشئ كن فيكون فظهر المنازع بالتكوين وحصل التعيين في الكثرة لوجود التلوين فما جنى على التوحيد إلا الكون وما نازعه إلا وجود العين فصاحب اللواء من يرى الحق عين السوي ومن ذلك سر الفتوة المختصة بالنبوة من الباب 42 الفتى لا يعرف أين ومتى أينه دائم مستقر وزمانه حال مستمر التحم أزله بأبده فلا أول ولا انقضاء لأمده لا يعرف الأجل المسمى ولا يقول بفك المعمى الملوان بحكم الفتيان تصرفهما أحوالهم فأعمالهما أعمالهم من عتى ما تفتى ولا سمي بفتى غاية الفتى الخلة لما سد الخلة غار بالرقباء فقطعهم جذاذا واتخذ الكبير ملاذا ثم أحالهم على ما أوحي لهم ومن ذلك سر إلحاق الشبه بالشبه من الباب 43 لولا الشبه ما كانت الشبه فالظلال أمثال وأي أمثال من أعجب الأمر في الظل مع المثل أن النور يصوره وهو ينفره والجسم يقرره ويثبته لأنه منبته في لسان الأمة من أشبه أباه ما ظلم أمه أسماؤه الحسنى أسماؤنا فعلى الشبه قام بناؤنا وأحكامنا أحكامه فنحن بكل وجه شعائره وأعلامه فتعظيمنا إياها من تقوى القلوب وفتح الغيوب ومن ذلك سر التصرف في الفنون من شأن أهل الجنون من الباب 44 الفنون أعيان الشؤون والشؤون هوية المحتد ربانية المشهد من أعجب ما ورد أنه لم يلد وعنه ظهرت الأعداد فله أحدية العدد وما بالدار من أحد الجنون ستور فقل ألا إلى الله تصير الأمور ومن ذلك سر التكرار في الأدوار من الباب 45 تكرر الملوان بالاسم لا بالأعيان ودار الفلك فحدث الجديدان أطت السماء وحق لها أن تئط فإن الأمر فيها منضغط كيف لا يسمع لها صوت وهي تخاف الفوت لعلمها بأنها تمور مورا وتسير الجبال سيرا يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة ونفوس تالفة وعقول خائفة وأسرار على حالها عاكفة وهت السماء فهي واهية حين أصبحت على عروشها خاوية لو بقي ساكنها ما خربت مساكنها فالدور أظهر الكور ومن ذلك سر القليل والكثير في التيسير والتعسير من الباب 46 من تعبدته الإضافات فهو صاحب آفات من كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة إن مع العسر يسرا وقد كان الرطب بلحا وبسرا مرقوم في الكتاب كثير من الناس سجد وكثير حق عليه العذاب وما أوتيتم من العلم إلا قليلا مع كونه أقوم قيلا فاذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا وسبح بحمد ربك بكرة وأصيلا وقم الليل فإن لك في النهار سبحا طويلا إخراج ما في اليد هو الكثير وإن قل فاعرف معنى الكثر والقل سبق درهم ألفا لكونه ما وجد ألفا ومن ذلك سر السافل والعالي والمتسافل والمتعالي من الباب 47 العالي
(٣٣٥)