تعقبه وهي التي تذهب به وتذهبه فيه ترويح القلوب وتنفيس الكروب إن لج حج وإن حج عج وثج وإن اعتمرا عمر وإن أملي شغل وإن أخلي أغفل وإن أحرم أحرم وإن وقف بعرفات أحيا العظام النخرات وإن نام بالمزدلفة ألف النفوس المختلفة وإن أضحى بمنى بلغ بالرمي المنى وإن أفاض آض وهو راض في الانبساط والانقباض ومن ذلك سر الاعتدال وبال من الباب الأحد عشر ومائة لا يكون من الاعتدال إلا دوام الحال الاعتدال لا يقبل التكوين ولا التغيير ولا القليل ولا الكثير انظر في وجود الخلق تجده عن إرادة الحق والإرادة انحراف بلا خلاف لأنها تعين المتعلق عند ما يعلم ما قلته ويتحقق جنة النعيم لأصحاب العلوم وجنة الفردوس لأرباب الفهوم وجنة المأوى لا هل التقوى وجنة عدن للقائمين بالوزن وجنة الخلد للمقيمين على الود وجنة المقامة لأهل الكرامة وجنة الرؤية لأصحاب البغية وكلها منازل تجديد الإنعام بأبدع ترتيب وأحسن نظام الشهوة تطلب المشتهي فإليها الانتهاء وهو المنتهى أين الاعتدال والأصل ميال فما ثم إلا ميل عن ميل لطلب جزيل النيل لو كان ثم اعتدال ما مال التنزيه ميل والتشبيه ميل والاعتدال بين هذين ولا يصح في العين وإذا لم يكن الاعتدال من صفاتها كان العدل من سمانها والعدل من العدول فانظر فيما أقول لو كان ثم اعتدال لكان في الوقفة ولا مالت من الميزان كفة من قال بالاستواء والزوال قال بالانحراف والاعتدال وكل حركة جمعت الثلاثة الأحكام عند أرباب العقول والأفهام فعين الشروق عين الغروب وعين الاستواء عند العلماء بترحيل الشمس في منازل درج السماء وهو عن كل حيز منتقل إما متعال وإما منسفل فما ثم سكون ولكن حركة وفي الحركة الزيادة والبركة فلله ما سكن في الليل والنهار وما ثم ساكن في الأغيار لا في البصائر ولا في الأبصار ألا تراه قد جعله عبرة للأبصار عند أهل الاستبصار فانظر واعتبر ومن ذلك سر الفصل في العدل من الباب 112 الحق في الاعتدال فمن جار أو عدل فقد مال فإن مال لك فقد أفضل وآتي في ذلك بالنعت الأنفس وإن مال عليك فقد أبخس العدل في الأحكام لا يكون محمودا إلا من الحكام والعدل هنا من الاعتدال لا من الميل فإن ذلك إفضال ورد في الخبر عن سيد البشر فيمن انقطع أحد شراك نعليه أن ينزع الأخرى ليقيم التساوي بين قدميه وقال فيمن خص أحد أولاده دون الباقين بما خصه به من المال لا أشهد على جور لعدم المساواة والاعتدال فسماه جورا وإن كان خيرا ثم قال ألست تحب أن يكونوا لك في البر على السواء فما لك تعدل عن محجة الاهتداء فاعدل بين أولادك بطارفك وتلادك فالأحكام للمواطن التي تملك وما لا يملك منها إذا وقع فيها الجور فإن صاحبه لا يهلك القسمة بين الأرواح في النفقة والنكاح على السواء وما يقع به الالتذاذ من طريق الأشباح والقسمة في الوداد خارجة عن مقدور العباد فلا حرج ولا جناح في جور الأرواح الود للمناسبة فزالت فيه المعاتبة لا يقال لم لم تحبني ويقال لم لا تقربني قربة الأجساد مقدور عليه في المعتاد وقرب الفؤاد لا يكون إلا بحكم الوداد ولما كانت المحبة تعطي وجود النسبة بين المحب والمحبوب فرح المحبون لله لا المتحابون في الله لحصول المطلوب ثم إنه قد ورد في الخبر الصدق والنبأ الحق أنه يحب أتباعه وما يتبعه إلا من أطاعه وأتباع الرسول أتباع الإله لأنه قال عز وجل من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما فصلوا عليه وسلموا تسليما فإن الله يصلي عليه وينظر إليه ومن ذلك الأملاك اشتراك من الباب 113 اشترك الزوجان في الالتحام فإنه نظام لا يفرح إلا بنظام التوالد فإن لم يكن فالأولى التباعد فإن التباعد فيه تنزيه والانتظام فيه تشبيه وإنما حمدناه فيمن تولد عنه به وقررناه فمن كان الحق سمعه وبصره فإن ولادة هذا الانتظام ما أشهده وبصره الأعراس لأصحاب الأنفاس بالاشتراك كان الملاك وبه ظهرت الأملاك وله دارت بحركاتها الأفلاك من أعجب علوم المنح حركة المستدير الذي ما يزول عن مكانه ولا يبرح فهو الراحل القاطن والمتحرك الساكن وموضع الغلط في حركة الوسط فإنه لا بد من تابت يكون عليه الدور والكور والحور فلله ما سكن وهو له نعم السكن ولنا ما تحرك وبه نتملك وعين الأذى في ملك فلان كذا ولا مالك إلا ما لا يملك وليس إلا مالك الملك وأما
(٣٤٨)