فقل للحامدين بنا أفيقوا * فحد الحق في تقييد حد ففي الإطلاق تقييد نزيه * وما الإطلاق في حدي تعد ومن ذلك سر الجزر والإمداد في العلم المستفاد من الباب 19 من الأمور ما يأخذه الحد ومنها ما لا يحد والجزر والمد أثران من الطبيعة يأخذهما الحد والعلم المستفاد للعليم يعم الحديث والقديم فإن عاندت فافهم قوله تعالى ولنبلونكم حتى نعلم وبما حكم به الحق على نفسه فاحكم ولا تنفرد بعقلك دون نقلك فإن التقليد في التقييد قيدا لخليفة بالنظر في عباده حين أهبطه إلى مهاده فقيده حين قلده وله مقاليد السماوات والأرض وبيده ميزان الرفع والخفض ومع كونه مالك الملك فهو ملك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شئ قدير وليس كمثله شئ وهو السميع البصير وما جزر بعد المد فإنه تنبيه على إن الزيادة نقص في الحد فما جزر إلا ليكشف ما ستر علم الحق بنا قد يكون معلوما لنا وأما علمه بنفسه فلا يعلم لعلو قدسه وهو قوله ص ولا أعلم ما في نفسك فإني لست من جنسك فأنت الجنس الذي لا يتنوع لما يعطيه الحمى إلا منع ولولا تجليه في صور الآلهة ما تنعمت به النفوس الفاكهة ومن هنا قلت أنت الجنس وهو الأصل الذي يرجع إليه والأس ومن ذلك سر النافلة والفرض في تعلق العلم بالطول والعرض من الباب 20 من كان علته عيسى فلا يؤسى فإنه الخالق المحيي والمخلوق الذي يحيي عرض العالم في طبيعته وطوله في روحه وشريعته وهذا النور من الصيهور والديهور المنسوب إلى الحسين بن منصور لم أر متحدا رتق وفتق وبربه نطق وأقسم بالشفق والليل وما وسق والقمر إذا اتسق وركب طبقا عن طبق مثله فإنه نور في غسق منزلة الحق لديه منزلة موسى من التابوت ولذلك كان يقول باللاهوت والناسوت وأين هو ممن يقول العين واحدة ويحيل الصفة الزائدة وأين فاران من الطور وأين النار من النور العرض محدود والطول ظل ممدود والفرض والنفل شاهد ومشهود ومن ذلك سر التوالج والتخالج من الباب الأحد والعشرين التوالج نكاح والتخالج ولادة في عالم الملكوت والشهادة من توالج الليل والنهار ظهرت خلج الأعصار فتميزت الأيام والأعوام والشهور وجمع الدهر بالدهور لولا حكم الشمس ما ظهر في عالم الأركان ذو نفس ونفس تعددت المنازل بالنوازل لا بل النوازل عينت المنازل فأتبعها العدد وما بالدار من أحد فإن وقع استثناء في هذا النفي فهو منقطع وهذا أمر لا يندفع ومن ذلك سر المنازل والنازل من الباب 22 للمنزل الأين وللمنزلة العين فالأمر والشأن في المكانة والمكان والنازل من معناه في منزلته وفي منزله من حيث صورته للقرآن سور هي منازله وله آيات هي دلائله وفيه كلمات هي صوره وله حروف هي جواهره ودرره فالحرف ظرف لمن هي منعوتة بقاصرة الطرف والكلمات في الكلام كالمقصورات في الخيام فلا تعجز لمفهوم الإشارات ولا نعجز عن مدلول العبارات فما وقع الإعجاز إلا بتقديسه عن المجاز فكله صدق ومدلول كلمه حق والأمر ما به خفاء وإن كان في نسبة المناسبة للطلب بالإتيان بسور مثله جفا فما أرسل رسول لا بلسان قومه فتأمل ومن الله المعونة فاسئل ومن ذلك سر الصون وطلب العون من الباب 23 الصون حفظ في الأولياء عصمة في الرسل والأنبياء فكان من تعبيره فيما عن الله يبلغه أنه يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق والآخر في أثره لاحق فإن التكليف وإن كان حقا فإنه زائل كما أنه عرض ماثل فللدنيا حكم ليس لأختها والأم لا تنكح على بنتها بل البنت إذا لم تكن في الحجر فهي في بعض المذاهب حلال وإن نكحت أمها بالشرع لذي حجر طلب الإعانة دعوى من صاحب بلوى إنما تسدل الأستار والكل من أجل المقل إياك والنظر فقد يكذب الخبر الخبر الاستعانة بالصبر حيرة بين التخيير والجبر والاستعانة بالله تؤذن بالاشتباه ومن اتبع المتشابه فقد ضل وزاع وما على الرسول إلا البلاغ ومن لزم المحكم فقد تحكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل فإنه الكفيل ومن ذلك سر الاشتراك بين الشرائع من حكم الزوابع من الباب 24 اعلم أن الزوابع تكون بحكم الشرائع والطبائع ولذلك تعلو وتسفل وتترقى وتنزل ومع أنه كل وصف من هذين كياني وهو نعت إلهي فالعلو ما يشك فيه الدليل المعقول والنزول ثبت بخبر الشرع المنقول فصاحب الخلافة والإمامة مسكنه بين نجد وتهامة فله المجد الشامخ
(٣٣٢)