بتحصيله علم البرازخ فله التمييز والنقد ولله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله لفرح إمامهم وسيدهم وعلامهم وعلم السياسة لأصحاب الرياسة فكل رئيس مدبر سؤوس على قدر ما هو عليه المرؤوس ما كنا خير أمة أخرجت للناس إلا وكان نبينا ص سيد ولد آدم من غير شك ولا التباس فهو بنا ونحن به فانتبه ومن ذلك سر اختصاص أنواع الإنعام بالأيام من الباب 25 كل حليم أواه إذا ذكرته بأيام الله نهجت به منهج الانتباه ولا ينتبه إلا النائم ولا يوقظه إلا من هو على كل نفس بما كسبت قائم إنما نابت الأيام مناب النعم لأنها الآتية بأنواع الكرم الزمان حافظ إذ كان له الاحتواء وبه يكون الانحراف والاستواء ولما عنده من السعة حاز الفصول الأربعة فالزمان يحكم في الأركان بتعاقب الملوان الموجبان الحدثان فصور تحدث وتمر وأحوال تسوء وتسر فادوار تدور ونجوم تطلع وتغور وأيام وجمع وسنون وشهور يعين تصريفها حوادث الدهور فاليوم ليل ونهار والشهر محق وإبدار والسنة تكرار والجمعة سبعة أدوار وحكم الطرائق في الساعات والدرجات والدقائق وما زاد عليها من ثوان وثوالث فما زاد فهي رقائق تمد الحقائق ومن ذلك سر الرموز والكنوز من الباب 26 رموز النصايح كنوز المصالح فالناصح لما فتقه الدهر ناصح والعمل بالمصالح شيمة كل عبد صالح ألا تراه كيف أقام الجدار فإنه من مصالح الأيتام الصغار ولم يطلب على ذلك أجرا بل قال سأحدث لك منه ذكرا فلما أخبره انقاد الكليم إليه وعول فيما أنكره عليه فأنصف العبد المرحوم واعترف وقال لصاحبه كل واحد منا على علم لا يعلمه الآخر وهنا وقف فلما علم فضله عليه سلم الأمور أجمعها إليه ومن ذلك سر سجود الظلال بالغدو والآصال من الباب 27 أنفت الظلال من السجود للشمس لما هي عليه من شرف النفس فاستدبرتها في هذه الأوقات وامتدت ساجدة لمن بيده ملكوت الأرض والسماوات حين سجد لها من يزعم أنه من أهل التمكين وتعبدت من يدعي العقل الرصين ولما رأت الظلال طلب استشراف الشمس عليها لتنظر إليها تقلصت وانقبضت تطلب أصلها لتبين فضلها فلم تر لها الشمس عينا تستعبده بنورها لسرعة نفورها ولولا عناية الأصل ما صح لها هذا الفضل ومن ذلك سر التكييف في المشتى والمصيف من الباب 28 لا يعلم الرب في الحافرة إلا من عرف الأولى والآخرة من كان ظاهره مصيفا فباطنه مشتى فيجمع ما بين أين ومتى ومن كان ظاهره مشتى فباطنه مصيف فليتقنع في الحالين بالنصيف وهما من أحوال التكييف الكيف حال الأجسام ومحال الأوهام يعم الكائف وله في البسائط لطائف وزمان الاعتدال ما له من زوال ومن ذلك سر تنزيه أهل البيت عن الموت من الباب 29 قدوس سبوح رب الملائكة والروح يذهب الأرجاس ويقي شر الوسواس الخناس وموت الجهل أشر موت وقد عصم الله منه أهل البيت فلا يقدرهم حق قدرهم إلا من أطلعه الله على أمرهم ومن اطلع عليه استند في الحال إليه فهو أعظم مستند وأوثق ركن قصد فاستمسك بحبهم للعقبى فإنه ما سأل ع منا إلا المودة في القربى ومن ذلك سر الراكب والفارس والقائم والجالس من الباب 30 للراكب القفر وللفارس الكر والفر وللقائم الإنفاق وللجالس الإرفاق فمن ركب لم يعطب ومن تفرس لم ينكب ومن قام نام ومن جلس بئس فيا أهل الركاب عملكم في تباب يا خيل الله اركبي واسلكي سبيل مذهبي ويا قائمين على النفوس بالرزق المعنوي والمحسوس تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ويا جلساء الحق في مقعد الصدق احذروا من المكر وتواصوا بالشكر ما أباح الله نكاح الأربع إلا لحيازتها المقام الأوسع ولولا السعة التي في الأربعة ما ضمت العشرة الموصوفة بالكمال لمن اعتبره تلك عشرة كاملة في الأيام المتواصلة ثلاثة في الحج وسبعة إذا رجع وقطع كل فج العشرة أول العقود ومنها تتركب الحدود الراكب يرى ما لا يراه الفارس والقائم يشهد ما لا يشهده الجالس شأن الأمير الاستواء على السرير والخادم بين يديه قائم فهو السيد وإن قام بين يديه فإن أموره مصروفة إليه وهما يصرفان الركاب والخيل تأويبا بالنهار وآسادا بالليل فافتكروا واعتبروا ومن ذلك سر الأصول في الفصول من الباب الأحد والثلاثين لولا الفصول المقومة ما نارت البيوت المظلمة لولا الفصول ما أبانت الحدود الأصول بالفصول المقسمة ظهرت المرحمة والمشئمة بالفصل تميز الرب
(٣٣٣)