ومن لا أين إلى لا أين فبين من وإلى ظهر الملآن الأسفل والأعلى فالعرش حامل محمول والأمر فاصل مفصول والعالم فاضل مفضول والفرش مهاد موضوع ومباح غير ممنوع يحكم فيه الطبع وإن قيده الشرع ولولا العين ما ظهر للتقييد حكم في الكون فلو زالت الحدود لزال التقييد ولا سبيل إلى زوالها فإن بقاها عين كما لها بها صحت المناضلة وبانت المفاضلة العرش فرش لمن استوى عليه والأمر منه بدأ ثم يعود إليه من غير رجوع على عقبه بل هو على ذهابه في مذهبه ما ثم غاية فيرجع ولا لإحاطته نهاية فيتصدع وليس وراء الله مرمى وهو الأول عند البصير والأعمى فالكل يقول بالابتداء وافترقوا في إثبات الانتهاء فمنهم ومنهم وكل ذلك منقول عنهم ومن ذلك سر النبوتين وما لهما من العين من الباب الرابع عشر لما انقطع أنباء التشريع بقي الإنباء الرفيع فإنه يعم الجميع هو ميراث الأولياء من الأنبياء فلهم اللمحات والأنفاس والنفحات الاجتهاد شرع حادث وبه تسمى الحارث بالحارث الاجتهاد شرع مأذون فيه لإمام يصطفيه لا يزال البعث ما بقي الورث وهذا المال الموروث لا ينقص بالإنفاق بل سوقه أبدا في نفاق فمثله كمثل المصباح الذي لا يعقبه صباح للشمس ظهور في السورتين بالصورتين فهي بالقمر نور وبذاتها ضياء وبحالتيها يتعين الصباح والمساء فتخفى نفسها بنفسها إذا أطلعت القمر نهارا فهي الداعية سرا وجهارا ولبعث الكون بالليل الأليلي الداج ثبت للشمس اسم السراج فنبوة الوارث قمرية ونبوة النبي والرسول شمسية فاجتمعتا في النبوة وفاز القمر بالفتوة فالشمس طالعة بالليل في القمر * مع الغروب وما للعين من خبر عجبت من صورة تعطيك في صور * ما عندها مثل نور العين بالبصر فطاعة الرسل من طاعات مرسلهم * وما لعين رسول الله من أثر إن قال قال به لا بالهوى فلذا * يعصى الإله الذي يعصيه فادكر ومن ذلك سر إطفاء النبراس بالأنفاس من الباب 15 لما كان القائل له مزاج الانفعال كان للنفس الإطفاء والإشعال فإن أطفأ أمات وإن أشعل أحيا فهو الذي أضحك وأبكي فينسب الفعل إليه والقابل لا يعول عليه وذلك لعدم الإنصاف في تحقيق الأوصاف مع علمنا بأن الاشتراك معقول في الأصول للقابل الإعانة ولا يطلب منه الاستعانة فهو المجهول المعلوم عليه صاحب الذوق يحوم وحكمه في المحدث والقديم يظهر ذلك في إجابة السائل وهذا معنى قولنا القابل لولا نفس الرحمن ما ظهرت الأعيان ولولا قبول الأعيان ما اتصفت بالكيان ولا كان ما كان الصبح إذا تنفس أذهب الليل الذي كان عسعس فلولا الليل ما كان النهار * ولولا النور ما وجد النفار نفرت الظلم لأكوانها لا لأعيانها فإن العين لا تذهب وإن اختلفت عليها الأحوال فسجود الظلال بالغدو والآصال سجود شكر واعتصام من استدراج إلهي ومكر ومن ذلك سر الأوتاد والأبدال وتشبيههم بالجبال من الباب 17 أرواح الأبدال أعيان الأملاك من نيرات السبعة الأفلاك وقطعهم فلك البروج ما يتصفون به في المقامات من العروج وحلولهم بالمنازل ما يستقبلونه من النوازل ولذلك قسم عليهم الوجود بالنحوس والسعود فعزل وولاية وإملاق وكفاية والأوتاد مسكنة لكونها متمكنة فلها الرسوخ والشموخ ومع هذه العزة والمنع وقوة الردع والدفع فلا بد من صيرورتها عنها منفوشا وهبا منبثا مفروشا فتلحق بالأرض لاندكاكها وتؤثر فيها حركات أفلاكها من أعجب علوم الرجال ما لم يسم فاعله مثل رج الأرض وبس الجبال وهما دليلان على وقوع الواقعة التي ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة أول علم حصل للعالم بالله علم السماع بالإيقاع من الله فقال كن لمعدوم لم يكن فظهر عين الأوزان في الميزان وليس سوى الإنسان فظهر بصورة الحق ونزل عند مليك مقتدر في مقعد صدق وكانت الإمامة علامة والخلافة ضيافة فبعلم الأسماء حاز ملك الأرض والسماء وبجوامع الكلم أحاط علما بالحكم فهو الحكيم المحيط بما يستحقه المركب والبسيط فساح في الانفساح وصال بالاتصال فأخذ الوجد في الإيجاد وتحرك عن موطن ثبوته
(٣٣٠)