اعلم أيدنا الله وإياك بروح القدس أن هذا الباب من أشرف أبواب هذا الكتاب هو الباب الجامع لفنون الأنوار الساطعة والبروق اللامعة والأحوال الحاكمة والمقامات الراسخة والمعارف اللدنية والعلوم الإلهية والمنازل المشهودة والمعاملات إلا قدسية والأذكار المنتجة والمخاطبات المبهجة والنفثات الروحية والقابلات الروعية وكل ما يعطيه الكشف ويشهد له الحق الصرف ضمنت هذا الباب جميع ما يتعلق بأبواب هذا الكتاب مما لا بد من التنبيه عليه مرتبا من الباب إلى آخره فمن ذلك سر الإمام المبين وما يتعلق بالباب الأول إن الإمام هو المبين شرع من * شرع الأمور مبينا لعبيدة منها الذي في حقهم تدرونه * وكذاك ما يختص في توحيده الإمام المبين هو الصادق الذي لا يمين مجلي ما أحاط به العلم وتشكل فيه الكيف والكم وحلت به الأعراض وفعل بالإرادات والأغراض وانفعلت له الأوعية المراض النور الباهر وجوهر الجواهر يقبل الإضافات الكونية والاستنادات العينية والأوضاع الحكمية والمكانات الحكمية رفيع المكانة كثير الاستكانة علم في رأسه نار عبرة لأولي الأبصار يملي جميع ما سطر وما هو بمسيطر ما له وجود إلا بما يحمله ولا يفصل إلا بما يقبله هو المحصي لما علم وجهل وفصل وأجمل لكل صورة فيه عين وله في كل صورة كون يمد ويستمد ويعدله وبعد منه ظهرنا وإياه نهينا وأمرنا ومن ذلك سر الظرف الموضع في الحرف مما يتعلق بالباب الثاني الظرف وعاء والحرف وطاء تختلف صورته وتحكم سورته هو معنى المعاني المظهر لاختلاف الأشكال والمباني يحوي الله وجوده ويغني عن شهود الحق شهوده منازله معدودة وآثاره مشهودة وكلماته محدودة وآياته بالنظر مقصودة أعطى مقاليد البيان فأفصح وأبان فمنه نثر ومنه نظم ومنه أمر ومنه حكم وفيه حق وفيه خلق ففيه عدل وفيه ظلم له التلفظ والرقم وله التوهم لا الوهم لا وجود له إلا به فأنبته أبان للاذان ما ستره الجنان نطق عن الغيب بمالا شك فيه ولا ريب يشهده الايمان والعيان صحفا مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة هو ابن الإمام لا بل أبوه الذي له الكمال والتمام إذا أسهب ذهب وإذا أوجز أعجز فصيح المقال كثير القيل والقال تختلف أشكاله ومعارجه وتخفى على المتبع آثاره ومدارجه كائن بأين راحل قاطن استوطن الخيال وافترش الكتاب واستوطأ اللسان ومن ذلك سر التنزيه النزيه وهو ما يتعلق بالباب الثالث تنزهنا عن التنزيه لما * رأيناه يدل على الشبيه وقلنا ذاك حظ الحق منا * بعلم الواحد الفرد النبيه التنزيه تحديد المنزه والتشبيه تثنية المشبه فيا ولي تنبه وتفكر فيمن نزه وشبه هل حاد عن سواء السبيل أو هل هو من علمه في ظل ظليل في خير مستقر وأحسن مقيل المنزه يخلى والمشبه يحلي ويحلي والذي بينهما لا يخلى ولا يحلي بل يقول هو عين ما بطن وظهر وأيدر واستسر فهو القمر والشمس والعالم له كالجسد للنفس فما ثم إلا جمع ما في الكون صدع إن لم يكن الأمر كذلك فما ثم شئ هنالك والأمر موجود لا بل وجود والحكم مشهود لا بل شهود وبالنسب صح النسب ولولا المسبب ما ظهر حكم السبب فإن قلت ليس كمثله شئ زال الظل والفئ والظل ممدود بالنص فعليك بالبحث والفحص ومن ذلك سر البدء اللطيف وما جاء فيه من التعريف من الباب الرابع إن العالم علامة بدؤه ممن فهو علامة على من ما استتر عين حتى يظهره كون رأينا رسوما ظاهرة وربوعا داثرة قد كانت قبل ذلك عامرة وناهية وأمره فسألناها ما وراءك بإعصام فقالت ما يكون به الاعتصام فقلت ما ثم إلا الله وحبله وما لا يسع أحدا جهله فقال لولا الكثائف ما علمت اللطائف ولولا آثارها ما ظهر منارها فمن خبت ناره انهد مناره له حضرة القدس وما ينم به إلا الحس لولا الحس بشهود الأثر ما عرف للطيف خبر النفس عمياء للقرب المفرط وما تشهده الحواس وهي الصماء عن إدراك الوسواس وهي الخرساء فلا تفصح والعجماء فلا تعقل فتوضح سرى اللطيف من اللطيف فناسبه * وبدا له منه الخلاف فعاتبه
(٣٢٧)