أعيان أسمائها كما قال عن نبيه ص بالمؤمنين رؤوف رحيم ووصف نفسه بأنه أحسن الخالقين وخير الشاكرين وخير الناصرين وكل ذلك اتصف به أهل الله على السنة المشروعة والطريقة الإلهية الموضوعة فاتخذوا ذلك قربة إلى الله فالله يجعلنا من أهله فإنا من هذه الأهلية إلهية واليناه ومن كونه مجيبا لما يطلبه منه عباده حين ينادونه سألناه ومن كونه نزل إلينا في ألطافه الخفية وسأل منا أمورا وردت بها الأخبار الإلهية بالسنة الشرائع بادرنا إلى ذلك وقبلناه ومن كونه إذا تقربنا إليه بنوافل الخيرات وأحبنا فكان سمعنا وبصرنا وجميع قوانا بهويته كنا ومن كونه خلقنا دون جميع صور العالم على صورته وما بقي اسم ورد إلا وظهرنا به حتى أضيف إلينا وسعناه ومن كونه أعطانا الانفعال عنا والتأثير في الأكوان علمنا ما حصل لنا من ذلك منه وحققناه ومن استنادنا إلى ذات موجدة لها غنى عنا ولنا إليها افتقار ذاتي لإمكاننا عرفناه ومن كون هذا الأمر الذي استندنا إليه له نسبة إلينا بها ظهرت أعياننا بما نحن عليه من جميع ما يقوم بنا ونتصف به علمناه وبتجليه في صورة كل شئ من العالم في قوله يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله خشعنا له وشهدناه ومن اسمه الظاهر في المظاهر فلا فاعل في الكون إلا هو رأيناه ومن كونه يطلب آثار عباده وما يكون منهم وإن كان ذلك خلقا له كما قال ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم طالعناه ومن كونه وصف نفسه بصفات المحدثات تنزلا لنا آمنا بذلك القول إذ نسبه إلى نفسه واعتقدناه ومن كونه أوحى إلى رسوله ص أن يقول لنا اعبد الله كأنك تراه وإن الله في قبلة المصلي إذا هو ناجاه تخيلناه ومن قوله الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسه نار نور على نور شبهناه ومن كونه قال فأينما تولوا فثم وجه الله ومع هذا أمرنا باستقبال جهة خاصة سماها القبلة جعل نفسه لنا فيها فقال ع إن الله في قبلة المصلي وأمرنا باحترامها وأن نستقبلها في مجالسنا وأداء صلواتنا وأن لا نستقبلها بغائط ولا بول فإن اضطررنا إلى هذه القاذورات انحرفنا عنها قليلا قدر الطاقة واستغفرنا الله مثلناه ومن كونه قال له رسول الله ص عند سفره عن أهله أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل وأمرنا أن نتخذه وكيلا وكلناه ومن كونه أقرب إلينا من حبل الوريد ولكن لا نبصره كبرناه ومن كونه أمرنا أن نعظم شعائر الله لدلالتها عليه وحرمات الله عظمناه وعن ملابسته إيانا في حركاتنا وسكناتنا مع شهودنا إياه فيها أجللناه ومن أمره إيانا في الإهلال بالحج بتوحيده نفينا الشريك عنه تعالى وأثبتناه وبتهليله في قولنا لا إله إلا الله هللناه ومن دعائه بأمره لنبيه ص في قوله وأذن في الناس بالحج الآيات لبيناه ومن كونه ظهر فينا بنا وإلينا عنا وكان أقرب إلينا منا كما أخبرنا آمنا بذلك كله ثم قال إنه ليس كمثله شئ صدقناه ونزهناه وبقوله قال الله في غير موضع من كتابه ووعده ووعيده وتجاوزه عن سيئاتنا في خطابه وإضافة الكلام إليه صدقناه ومن كونه أمرنا أن نعلمه ونصب الأدلة لنا محررة على الوصول إلى العلم به والبحث عنه لنتبين أنه الحق في قوله سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم لنستدل بما ذكره عليه طلبناه ولما علمنا أنه ما طلبنا ولا طلب منا أن نطلبه إلا ولا بد أن نجده إما بالوصول إليه أو بالعجز عن ذلك وعلى كلا الأمرين فوجدناه فلما ظفرنا به في زعمنا وأردنا أن نقرة على ما وجدناه تحول سبحانه لنا في غير الصورة التي ظفرنا به فيها ففقدناه ومن قوله أقرضوا الله قرضا حسنا علمنا بتقييد القرض بالحسن أنه يريد أن نرى النعمة منه وإنها نعمته فعلى هذا الحد من المعرفة بالإنعام والنعم أقرضناه ولما ظهر لنا سبحانه عند صور التجلي في صور العالم لنحكم عليه بما تعطيه حقائق ما ظهر فيها من الصور وقد ظهر في صور تقتضي الملل وأخبر ص أن الله لا يمل حتى تملوا فأشار إن ملل الإنسان ملله فأثبته للإنسان ونفاه وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ومع هذا التعريف مللناه وبما أطلعنا عليه من أسراره في عباده واطلع على أسرار عباده بما أطلعوه عليه من ذلك من هذه النسبة لا من كونه عالما بها من غير نسبة اطلاعنا إياه عليها كاشفناه ومن كونه غيورا كما ذكره رسول الله ص في حديث الغيرة في خبر سعد إن الله غيور ومن غيرته حرم الفواحش سترناه ومن قوله قدموا بين يدي
(٣٢١)