النوافل - مردود بضعفه وندوره وعدم قيامه بمعارضة تلك الأخبار الصحيحة الصريحة في الاتمام في الحائر الشريف، مضافا إلى ما عرفته في روايات عمار من تفرده بالغرائب في أخباره والشواذ كما طعن عليه في الوافي في غير موضع بذلك.
وكيف كان فالكوفة كما عرفت لا معارض لأخبار التمام فيها بالكلية فبأي جهة يخرج عن أخبار التمام فيها، فإن استند إلى أخبار القصر المطلقة فهو مردود بأن مقتضى القاعدة تقييد اطلاقها بهذه الأخبار فلا يتم الاستناد إليها كما لا يخفى على ذوي الأفكار.
وثانيا - أن تأويله هذا وإن أمكن في بعض الأخبار المجملة كالخبرين المذكورين في كلامه إلا أنه لا يتم في جملة منها كأخبار " يتم ولو صلاة واحدة " (1) وقوله في آخر " ولو مررت به مارا " (2) ونحوهما من ما قدمنا بيانه وشددنا أركانه. وحينئذ فما ذكره (قدس سره) لا يصلح لأن يكون حاسما لمادة الاشكال في جميع أخبار المسألة.
وثالثا - ما تقدم من التقريب ذيل الرواية الثانية عشرة والثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة.
وبالجملة فإن الحق الذي لا شك فيه ولا مرية تعتريه أن هذه الأخبار الواردة في هذه المسألة متصادمة لا يمكن حمل بعضها على بعض لا بما ذكره (قدس سره) من تأويل روايات التمام بنية إقامة العشرة ولا ما ذكره الأصحاب من تأويل روايات القصر بكونه أحد فردي المخير.
وتوضيحه زيادة على ما تقدم أن المفهوم من صحيحة علي بن مهزيار ورواية علي بن حديد أن المراد من القصر في ما ورد به من الأخبار إنما هو ما كان عزيمة كسائر المواضع إلا مع نية الإقامة، وأن المراد من الاتمام في ما ورد به من الأخبار إنما هو ما لم يكن عن نية إقامة، إذ لو كان المراد من أخبار القصر إنما هو ما تأولوها به من الحمل على اختيار أحد فردي الواجب المخير - وأن التخيير حكم مشهور في تلك