الحدائق الناضرة - المحقق البحراني - ج ١١ - الصفحة ٤٦٢
حكم هذا المسجد؟ اشكال من دلالة هذه الأخبار على كونه من المسجد، ومن احتمال بناء حمل اللفظ الوارد عنهم (عليهم السلام) على المعهود المعروف يومئذ بين كافة الناس، ولو أريد ما زاد على ذلك لكان ينبغي بيان الحال حذرا من الاجمال الحاصل من تأخير البيان.
ويؤيد ذلك جعل البيوت في زمانه عليه السلام بجنب المسجد الموجود الآن كما هو الموجود الآن من آثار بيت أمير المؤمنين عليه السلام ومن الظاهر أيضا بيوت الناس في ذلك الوقت والأسواق ونحوها فإنها كلها واقعة في تلك الحدود المستلزم البتة لوقوع النكاح فيها والبول والتغوط وإزالة النجاسات ونحو ذلك من ما يجب اجتنابه في المساجد.
ولم أقف لأحد من أصحابنا (رضوان الله عليهم) على كلام للتفصي عن هذا الاشكال، وقد نقل لي بعض من أثق به من الإخوان حين تشرفت في الأعوام السابقة بذلك المكان أن بعض العلماء المعاصرين المجاورين في النجف الأشرف كان يمنع من ضرب الخلاء في تلك الصحراء من ما يدخل في تلك الحدود، وحكى لي بعض الإخوان أيضا عن بعض علماء ذلك الزمان تخصيص النقصان من المسجد بالجهة التي فيها باب الفيل دون سائر الجهات، قال وهو الذي يلي موضع التمارين.
وكيف كان فالأحوط الاقتصار على هذا المسجد الموجود الآن. وقد تقدم الكلام في هذا المقام أيضا في التذنيب الملحق بالختام الذي في المساجد من آخر المقدمة السادسة في المكان (1) والله سبحانه العالم.
وثالثها - في الحائر المقدس (على مشرفه أفضل التحية والسلام) وقد اختلف أيضا فيه كلام أصحابنا (رضوان الله عليهم) وقد تقدم النقل عن المحقق في كتابه المشار إليه آنفا أنه جعل البلد محلا للتمام، والمشهور بين أصحابنا الاختصاص بالحائر وأما الروايات الواردة هنا. فمنها ما هو بلفظ الحائر وهي الرواية الرابعة.

(1) ج 7 ص 323 و 324
(٤٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 467 ... » »»
الفهرست