الأسبق هجرة من دار الحرب إلى دار الاسلام فإن هذا هو معنى الهجرة في وقته صلى الله عليه وآله والخبر مروي عنه صلى الله عليه وآله.
بقي الكلام في الترجيح بهذه المرتبة في ما عدا زمانه صلى الله عليه وآله والأظهر أنه لا يمكن الترجيح بها بل يجب اطراحها من البين لعدم دليل على شئ من هذه المعاني التي ذكروها، وبناء الأحكام الشرعية على مثل هذه التخريجات والتقريبات لا يخلو من مجازفة.
نعم روى الصدوق (قدس سره) في كتاب معاني الأخبار (1) مرسلا عن الصادق عليه السلام قال: " من ولد في الاسلام فهو عربي ومن دخل فيه بعد ما كبر فهو مهاجر ومن سبي وعتق فهو مولى " وفيه اشعار بالمعنى الأول الذي ذكره في التذكرة فيمكن حينئذ الترجيح بهذه المرتبة باعتبار هذا المعنى.
وأما الأسن فالمتبادر منه الأكبر بحسب السن، وفي الذكرى وغيره أن المراد علو السن في الاسلام، وكذا نقل عن الشيخ في المبسوط، وهو اعتبار حسن إلا أنه خلاف المتبادر من ظاهر اللفظ.
وأما الأصبح وجها فذكره الصدوقان والشيخان وجماعة، وقال المرتضى وابن إدريس: وقد روي (2) إذا تساووا فأصبحهم وجها. وقال المحقق في المعتبر:
لا أرى لهذا أثرا في الأولوية ولا وجها في شرف الرجال. وعلله في المختلف بأن في حسن الوجه دلالة على عناية الله به.