التمام كما اقتضته الروايات المستفيضة المتقدمة، ولا معارض لها إذ مورد هذه الأخبار إنما هو المكارى، وأما المكارى الذي هو محل الاشكال واختلاف الروايات في هذا المجال فإن الواجب عليه الاحتياط بعد إقامة العشرة في منزله أو بلد الإقامة بالجمع بين القصر والاتمام إلى ثلاث سفرات. والله العالم.
الرابع - أنه بعد وصول القلم في الجرئ في هذا الميدان إلى هذا المكان وقفت على كلام لبعض مشايخنا الأعيان يتضمن الانتصار للقول المشهور بين الأصحاب في شرح له على المفاتيح قد ارتكب فيه من التكلفات البعيدة والتعسفات الغير السديدة ما لا يخفى على الناظر الماهر والخبير الباهر، ولا بأس بايراد ملخص كلامه وما اشتمل عليه من نقضه وإبرامه ليظهر لك صحة ما ذكرناه وقوة ما ادعيناه:
قال (قدس سره) - بعد ذكر كلام المصنف والبحث في المسألة على ما ذكره المصنف - ما ملخصه: إذا تبين هذا فاعلم أن أكثر كلام المصنف ههنا مبني على متابعة صاحب المدارك، فإنه ذكر ما ذكر ههنا واستشكل في المسألة وصار هذا سبب توقف غير واحد ممن تأخر عنه مع نقلهم جميعا كون المسألة مقطوعا بها عند الأصحاب، والحق بحسب نظري القاصر أن هؤلاء لم يتفطنوا لما فهمه الأصحاب وإن ما فهمه الأصحاب هو الصواب، فاستمع لما نتلو عليك ثم تدبر: إعلم أن الصدوق في الفقيه روى بسند صحيح.. ثم نقل صحيحة عبد الله بن سنان المتقدم نقلها عن الفقيه (1) ثم قال: ورواه الشيخ مرة من كتاب سعد بن عبد الله عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام مثله إلا أنه أسقط قوله: " وينصرف إلى منزله ويكون له مقام عشرة أيام أو أكثر " ومرة أخرى من كتاب محمد بن أحمد بن يحيى بالسند بعينه لكن برواية يونس عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام (2) هكذا.. ثم ساق مرسلة يونس كما قدمناه (3) ثم قال: ولا يخفى أن بعد ملاحظة هذه الثلاثة سندا ومتنا لا يبقى شك في أنها مضمون حديث واحد وقع فيه بعض اختلاف في العبارة كما