والذي وقفت عليه زيادة على الخبر المذكور ما صرح به الرضا عليه السلام في كتاب الفقه حيث قال (1): وإن أولى الناس بالتقديم في الجماعة أقرأهم للقرآن وإن كانوا في القرآن سواء فأفقههم وإن كانوا في الفقه سواء فأقربهم هجرة وإن كانوا في الهجرة سواء فأسنهم فإن كانوا في السن سواء فأصبحهم وجها. وصاحب المسجد أولى بمسجده. انتهى.
وروى في كتاب دعائم الاسلام عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) (2) قال: " يؤم القوم أقدمهم هجرة فإن استووا فاقرأهم فإن استووا فأفقههم فإن استووا فأكبرهم سنا ".
إذا عرفت ذلك فاعلم أن المشهور بين الأصحاب (رضوان الله عليهم) هو تقديم الأقرأ على الأفقه كما دلت عليه هذه الأخبار، وذهب جملة من الأصحاب:
منهم - العلامة في المختلف إلى العكس، وعليه جملة من أفاضل متأخري المتأخرين كالسيد السند في المدارك والفاضل الخراساني في الذخيرة والمحدث الكاشاني والمحدث الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي وغيرهم، وهو الحق الحقيق بالاتباع وإن كان قليل الاتباع للأدلة العقلية والنقلية كتابا وسنة كما سيظهر لك إن شاء الله تعالى.
قال في المختلف: لنا - إن الأفقه أشرف واعلم بأركان الصلاة وامكان تدارك السهو ومراتبه وكيفية الصلاة فيكون أولى بالتقديم، قال الله تعالى: " قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " (3).
وما رواه العرزمي عن أبيه رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وآله (4) قال: " من أم قوما وفيهم من هو أعلم منه لم يزل أمرهم إلى سفال إلى يوم القيامة ".