وعن محمد بن مسلم في الصحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1) " أن رجلا أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أجعل لك ثلث صلاتي لا بل أجعل لك نصف صلاتي لا بل أجعلها كلها لك فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا تكفى مؤنة الدنيا والآخرة ".
وعن أبي بكر الحضرمي (2) قال: " حدثني من سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال أجعل نصف صلاتي لك قال نعم. ثم قال أجعل صلاتي كلها لك. قال نعم. فلما مضى قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) كفي هم الدنيا والآخرة ".
أقول: المراد بالصلاة في هذين الخبرين الدعاء بمعنى أنه كلما دعا الله تعالى في حاجة صلى على الرسول وآله وجعل الصلاة عليه وعلى آله أصلا وأساس لدعائه ثم بنى عليه كما سيأتي في الأخبار الآتية الإشارة إليه إن شاء الله.
وعن مرازم (3) قال: " قال أبو عبد الله (عليه السلام) إن رجلا أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال يا رسول الله إني جعلت ثلث صلاتي لك فقال له خيرا فقال يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إني جعلت نصف صلاتي لك فقال له ذاك أفضل فقال إني جعلت كل صلاتي لك فقال إذا يكفيك الله (عز وجل) ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك. فقال له رجل أصلحك الله كيف يجعل صلاته له؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام) لا يسأل الله شيئا إلا بدأ بالصلاة على محمد وآل محمد ".
وعن أبي بصير (4) قال: " سألت أبا عبد الله (عليه السلام) ما معنى " أجعل صلاتي كلها لك "؟ فقال يقدمه بين يدي كل حاجة فلا يسأل الله شيئا حتى يبدأ بالنبي (صلى الله عليه وآله) فيصلي عليه ثم يسأل الله حوائجه ".