لا يروي عن الصادق (عليه السلام) كما ذكر في كتب الرجال وشهد به التتبع في هذا المجال، وقد وردت رواية محمد بن سنان بقول مطلق عن الصادق (عليه السلام) في باب كراهة أكل الثوم من كتاب علل الشرائع (1) ووقع التصريح به في ثلاثة أحاديث من كتاب طب الأئمة (عليهم السلام) أما الحديث الأول منه فصورته عن الوشاء عن عبد الله بن سنان عن أخيه محمد عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) (2) ومثله الحديث الثاني من الكتاب المذكور (3) وفي باب مقدار الثواب في كل علة منه أيضا عن الوشاء عن عبد الله بن سنان قال: سمعت محمد بن سنان يحدث عن الصادق (عليه السلام) (4) وحينئذ فما أطلقوه من أنه متى وردت رواية ابن سنان عن الصادق (عليه السلام) بغير واسطة تعين الحمل على عبد الله لكون الزاهري الضعيف لا يروي عنه إلا بالواسطة غير جيد لأنه مبني على الحصر في عبد الله ومحمد الزاهري والحال أن محمدا أخا عبد الله ممن يروي عنه (عليه السلام) أيضا بلا واسطة. والجواب - بأن محمدا أخا عبد الله نادر الرواية فلا ينصرف إليه الاطلاق - مدخول بما يتناقل في كلامهم ويدور على رؤوس أقلامهم من أنه إذا قام الاحتمال بطل الاستدلال.
وأما الثاني فإن ما ادعاه من الدلالة غير واضح البيان ولا ساطع البرهان لأنه (قدس سره) قد اقتطع عجز الرواية واستدل به وهو وإن كان يعطي ذلك بظاهره إلا أنه بملاحظة ما تقدمه في صدر الرواية للاحتمال فيه مجال واسع، والرواية بتمامها هي ما رواه الشيخ عن ابن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) (5) قال: " إن كنت خلف الإمام في صلاة لا يجهر فيها بالقراءة حتى يفرغ وكان الرجل مأمونا على القرآن فلا تقرأ خلفه في الأولتين. وقال يجزئك التسبيح في الأخيرتين. قلت أي شئ تقول