السلطان في مباحث كثيرة، فعزم السلطان على الرواح إلى بغداد وزيارة الإمام أمير المؤمنين - عليه السلام.
فلما ورد رأى بعض ما قوى به دين الشيعة، فعرض السلطان الواقعة على الأمراء فحرضه عليه من كان منهم في مذهب الشيعة فصدر الأمر بإحضار أئمة الشيعة، فطلبوا جمال الدين العلامة وولده فخر المحققين، وكان مع العلامة من تأليفاته: كتاب (نهج الحق وكشف الصدق) وكتاب: (منهاج الكرامة) فأهداهما إلى السلطان وصار موردا للألطاف، فأمر السلطان قاضي القضاة نظام الدين - أفضل علماء زمانهم - أن يناظر مع آية الله العلامة، وهيأ مجلسا عظيما مشحونا بالعلماء والفضلاء، فأثبت العلامة بالبراهين القاطعة والدلائل الساطعة خلافة مولانا أمير المؤمنين - عليه السلام - بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله - بلا فصل، وأبطل خلافة الثلاثة بحيث لم يبق للقاضي مجال للمدافعة والإنكار، بل شرع في مدح العلامة واستحسن أدلته.
قال: غير أنه لما سلك السلف سبلا، فاللازم على الخلف أن يسلكوا سبيلهم لإلجام العوام، ودفع تفرق كلمة الإسلام، يستر زلاتهم، ويسكت في الظاهر من الطعن عليهم.
فدخل السلطان وأكثر أمرائه - في ذلك المجلس - في مذهب الإمامية، وأمر السلطان في تمام ممالكه بتغيير الخطبة وإسقاط أسامي الثلاثة عنها، وبذكر أسامي أمير المؤمنين - عليه السلام - وسائر الأئمة - عليهم السلام - على المنابر، وبذكر (حي على خير العمل) في الأذان، وبتغيير السكة ونقش الأسامي المباركة عليها.
ولما انقضى مجلس المناظرة، خطب العلامة خطبة بليغة شافية، حمد الله تعالى، وأثنى عليه، وصلى على النبي وآله - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين - فقال السيد ركن الدين الموصلي وكان ينتظر عثرة منه ولم يعثر عليها: ما الدليل