الفضل والحجى والورع والتقى.
ثم قال: ولا يذهب عليك أنه بعدما اختار التشيع، لقب نفسه ب (خدابنده) وبعض المتعصبين من العامة كابن حجر العسقلاني وغيره، غيروا ذاك اللقب الشريف إلى (خربنده (1) وذلك لحميتهم الجاهلية الباردة، ومن الواضح لدى العقلاء أن صيانة قلم المؤرخ وطهارة لسانه وعفة بيانه ومن البذاءة والفحش من الشرائط المهمة في قبول نقله والاعتماد عليه والركون إليه، ومن العجب أن بعض المتأخرين من الخاصة، تبع تعبير القوم عن هذا الملك الجليل، ولم يتأمل أنه لقب تنابزوا به، وما ذلك إلا لبغض آل الرسول، الداء الدفين في قلوبهم، وتلك الأحقاد البدرية والحنينية. وإلا، فما ذنب هذا الملك؟ بعد اعترافهم بجلالته وعدالته، وشهامته ورقة قلبه، وحسن سياسته وتدبيره (2).
مناظرة أخرى ومن مناظراته أيضا " في نصرة مذهب أهل البيت - عليهم السلام -: تلك التي كانت بحضرة السلطان الجايتو أيضا " في سنة 708 ق، وكان مائلا " إلى الحنفية ثم رجع إلى الشافعية بعدما وقع بحضرته مناظرة بين القاضي نظام الدين عبد الملك الشافعي وعلماء الحنفية، فأفحمهم القاضي ثم تحير هو وأمراؤه فبقوا متذبذبين في مدة ثلاثة أشهر في تركهن دين الإسلام، وندموا على تركهم دين الآباء بعد ما ورد عليه ابن صدر جهان الحنفي من بخاري، فوقعت بينه وبين القاضي مناظرة في جواز نكاح البنت المخلوقة من ماء الزناء، حتى قدم على السلطان السيد تاج الدين الآوي الإمامي مع جماعة من الشيعة، وناظروا مع القاضي نظام الدين بمحضر