أيد الله سلطانها، وشيد أركانها، وأعلى على الفرقدين شأنها، وأمدها بالدوام والخلود، إلى يوم الموعود، وكبت كل عدو لها وحسود، وجدت الدولة القاهرة مزينة بالمولى الأعظم، والصاحب الكبير المخدوم المعظم، مربي العلماء، ومقتدى الفضلاء، أفضل المحققين، رئيس المدققين، صاحب النظر الثاقب، والحدس الصائب، أوحد الزمان، المخصوص بعناية الرحمن، المميز عن غيره من نوع الإنسان، ترجمان القرآن، الجامع لكمالات النفس، المترقي بكماله إلى حظيرة القدس، ينبوع الحكمة العملية، وموضع أسرار العلوم الربانية، موضح المشكلات، ومظهر النكت الغامضات، وزير الممالك شرقا وغربا، وبعدا وقربا، خواجة رشيد الملة والحق والدين - أعز الله أنصار، وضاعف أقداره، وأيده بالألطاف، وأمده بالإسعاف - وجدت فضله بحرا لا يساجل، وعلمه لا يقاس ولا يماثل، وحضرت بعض الليالي خدمته للاستفادة من نتائج قريحته، فسئل تلك الليلة سؤالين مشكلين، فأجاد في الجواب عنهما، وأوردت في هذه الرسالة تقرير ما بينه... الخ.
السؤال الأول: أنه من المعلوم أن النبي - صلى الله عليه وآله - أعلى مرتبة من الوصي، وقد قال: (رب زدني علما ") كما حكاه القرآن الكريم، وقال أمير المؤمنين - عليه السلام - لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا "؟.
السؤال الثاني: في الجمع بين قوله تعالى: (وقفوهم إنهم مسؤلون، فوربك لنسألنهم أجمعين) وقوله تعالى: (يومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان). انتهى ما في النسخة قال العلامة السيد محسن الأمين العاملي جوابا " على هذين السؤالين:
يمكن الجواب عن السؤال الأول: بأن قول أمير المؤمنين - عليه السلام -: (لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا ") معناه: بلوغ أقصى درجات الإيمان بالله تعالى، وأقصى ما يمكن من معرفة الله تعالى، وقوله - صلى الله عليه وآله -: (رب زدني