السعيد من اختار باقية يدوم نعيمها على فانية لا ينفد عذابها وقدم لما يقدم عليه فيما هو الآن في يديه قبل أن يخلفه لمن يسعد بإنفاقه وقد شقي هو بجمعه واحتكاره (ومنها أيضا) قال رسول الله ص كان الموت على غيرنا كتب وكان الحق فيها على غيرنا وجب وكان الذين نشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون نبوئهم أجداثهم ونأكل تراثهم كانا مخلدون بعدهم نسينا كل واعظة وأمنا كل جائحة طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس طوبى لمن أنفق ما لا اكتسبه من غير معصية وجالس أهل الفقه والحكمة وخالط أهل الذلة والمسنة طوبى لمن ذلت نفسه وحسنت خليقته وطابت سريرته وعزل عن الناس شره طوبى لمن أنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله ووسعته السنة ولم تستهوه البدعة (ومن مواعظه ص) قيس ابن عاصم المنقري روينا من حديث الهاشمي قال رسول الله ص يا قيس إن مع العز ذلا وإن مع الحياة موتا وإن مع الدنيا آخرة وإن لكل شئ حسيبا وعلى كل شئ رقيبا وإن لكل حسنة ثوابا ولكل سيئة عقابا وإن لكل أجل كتابا إنه لا بد يا قيس من قرين يدفن معك وهو حي وتدفن معه وأنت ميت فإن كان كريما أكرمك وإن كان لئيما أسلمك ثم لا يحشر إلا معك ولا تبعث إلا معه ولا تسأل إلا عنه فلا تجعله إلا صالحا فإنه إن كان صالحا لم تأنس إلا به وإن كان فاحشا لم تستوحش إلا منه وهو فعلك (ومن وصاياه ص) قال رسول الله ص أيها الناس توبوا إلى الله قبل أن تموتوا وبادروا بالأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا وصلوا الذي بينكم وبين ربكم تسعدوا وأكثروا الصدقة ترزقوا وأمروا بالمعروف تخصبوا وأنهوا عن المنكر تنصروا يا أيها الناس أن أكيسكم أكثركم للموت ذكرا وأخرمكم أحسنكم له استعدادا ألا وإن من علامات العقل التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والتزود لسكنى القبور والتأهب ليوم النشور (ومنها أيضا عنه ص) قال رسول الله ص أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم إن المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه فليأخذ العبد لنفسه من نفسه ومن دنياه لآخرته ومن الشبيبة قبل الكبر ومن الحياة قبل الموت فوالذي نفس محمد بيده ما بعد الموت من مستعتب ولا بعد الدنيا دار إلا الجنة أو النار (ومما ورد عنه ص في خصال الايمان) ما حدثنا به أبو عبد الله محمد بن قاسم بن عبد الرحمن ابن عبد الكريم التميمي بالمسجد الأزهر بعين الخيل من مدينة فاس سنة إحدى وتسعين وخمسمائة من لفظه وأنا أسمع وأسنده إلى رسول الله ص معنعنا قال قال رسول الله ص لا يكمل عبد الايمان حتى يكون فيه خمس خصال التوكل على الله والتفويض إلى الله والتسليم لأمر الله والرضي بقضاء الله والصبر على بلاء الله إنه من أحب وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان وقد ثبت عنه ص أنه قال الايمان بضع وسبعون شعبة أدهانا إماطة الأذى عن الطريق وأرفعها قول لا إله إلا الله (وصية نبوية محمدية) قال رسول الله ص لا خير في العيش إلا لعالم ناطق أو مستمع واع يا أيها الناس إنكم في زمان هدنة وإن السير بكم سريع وقد رأيتم الليل والنهار كيف يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد ويأتيان بكل موعود فقال له المقداد وما الهدنة يا رسول الله فقال ص دار بلاء وانقطاع فإذا التبست عليكم الأمور كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع وشاهد مصدق فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار هو أوضح دليل إلى خير سبيل من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل وإن العبد عند خروج نفسه وحلول رمسه يرى جزاء ما أسلف وقلة غناء ما خلف ولعله من باطل جمعه ومن حق منعه (وصية نبوية بتذكرة) قال رسول الله ص إن العبد لا يكتب في المسلمين حتى يسلم الناس من يده ولسانه ولا ينال درجة المؤمنين حتى يا من جاره بوائقه ولا يعد من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به البأس أيها الناس إنه من خاف البيات أدلج ومن أدلج في السير
(٥٤١)