وصل وإنما تعرفون عواقب أعمالكم لو قد طويت صحائف آجالكم إن نية المؤمن خير من عمله ونية المنافق شر من عمله (وصية فيها بشرى للمنقطعين إلى الله) قال رسول الله ص من انقطع إلى الله كفاه كل مئونة فيها ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها ومن حاول أمرا بمعصية الله كان أبعد له مما رجا وأقرب مما اتقى ومن طلب محامد الناس بمعاصي الله عاد حامده منهم ذاما ومن أرضى الناس بسخط الله وكله الله إليهم ومن أرضى الله بسخط الناس كفاه الله شرهم ومن أحسن فيما بينه وبين الله كفاه الله ما بينه وبين الناس ومن أصلح سريرته أصلح الله علا نيته ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه (وصية نبوية خبرية) قال رسول الله ص رحم الله عبدا تكلم فغنم أو سكت فسلم إن اللسان أملك شئ للإنسان ألا وإن كلام العبد كله عليه إلا ذكر الله أو أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر أو إصلاحا بين مؤمنين فقال له معاذ بن جبل يا رسول الله أنؤاخذ بما نتكلم به قال وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم فمن أراد السلامة فليحفظ ما جرى به لسانه وليحرس ما انطوى عليه جنانه وليحسن عمله وليقصر أمله (وصية نبوية أيضا) قال رسول الله ص لا تسبوا الدنيا فنعمت مطية المؤمن عليها يبلغ الخير وبها ينجو من الشر إذا قال العبد لعن الله الدنيا قالت الدنيا لعن الله أعصانا لربه قلنا من هنا قال قتادة رضي الله عنه ما أنصف أحد الدنيا ذمت بإساءة المسئ فيها ولم تحمد بإحسان المحسن فيها وفي عكس هذا يقول بعضهم في الدنيا إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت * له عن عدو في ثياب صديق هذا إنما يريد الحياة الدنيا التي لا يقصد بها الآخرة وقد ذم الله ذلك (وصية نبوية) قال رسول الله ص أكثروا وذكرها ذم اللذات فإنكم إن ذكرتموه في ضيق وسعه عليكم ورضيتم به فأجرتم وإن ذكرتموه في غنى بغضه إليكم فجدتم به فأثبتم إن المنايا قاطعات الآمال والليالي مدنيات الآجال وإن المرء بين يومين يوم قد مضى أحصى فيه عمله فختم عليه ويوم قد بقي لا يدري لعله لا يصل إليه (وصية بتذكرة) قال رسول الله ص إن الرزق مقسوم لن يعدو امرء ما كتب له فأجملوا في الطلب وإن العمر محدود لن يجاوز أحد ما قدر له فبادر واقبل نفاد الأجل والأعمال محصاة لن يهمل منها صغيرة ولا كبيرة فأكثروا من صالح العمل أيها الناس إن في القنوع لسعة وإن في الاقتصاد لبلغة وإن في الزهد لراحة ولكل عمل جزاء وكل آت قريب (وصية بذكرى لبيب واعتبار) قال رسول الله ص أما رأيت المأخوذين على الغرة المزعجين بعد الطمأنينة الذين أقاموا على الشبهات وجنحوا إلى الشهوات حتى أتتهم رسل ربهم فلا ما كانوا أملوا أدركوا ولا إلى ما فاتهم رجعوا قدموا على ما عملوا وندموا على ما خلفوا ولم يغن الندم وقد جف القلم فرحم الله امرءا قدم خيرا وأنفق قصدا وقال صدقا وملك دواعي شهواته ولم تملكه وعصى أمره نفسه فلم تهلكه (وصية وبيان) قال رسول الله ص أيها الناس لا تعطوا الحكمة غير أهلها فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ولا تعاقبوا ظالما فيبطل فضلكم ولا تراءوا الناس فيحبط عملكم ولا تمنعوا الموجود فيقل خيركم أيها الناس إن الأشياء ثلاثة أمر استبان رشده فاتبعوه وأمر استبان غيه فاجتنبوه وأمر اختلف عليكم فردوه إلى الله أيها الناس إلا أنبئكم بأمرين خفيف مؤونتهما عظيم أجر هما لم يلق الله بمثلهما الصمت وحسن الخلق (وصية نبوية) قال رسول الله ص إنما يؤتى الناس يوم القيامة من إحدى ثلاث إما من شبهة في الدين ارتكبوها أو شهوة للذة آثروها أو غضبة لحمية أعملوها فإذا لاحت لكم شبهة فأجلوها باليقين وإذا عرضت لكم شهوة فاقمعوها بالزهد وإذا عنت لكم غضبة فادرؤوها بالعفو إنه ينادي مناد يوم القيامة من له أجر على الله فليقم فيقوم العافون عن الناس ألم تر إلى قوله عز جلاله فمن عفا وأصلح فأجره على الله (وصية فيها تذكرة غافل) قال رسول الله ص يقول الله تعالى يا ابن آدم تؤتى كل يوم برزقك وأنت تحزن وينقص كل يوم من عمرك وأنت تفرح أنت فيما يكفيك وأنت تطلب ما يطغيك لا بقليل تقنع ولا من كثير تشبع (وصية تحريض على الاتصاف بصفة يحمدها الله
(٥٤٢)