لا يا رب فيقول فلك عذر فيقول لا يا رب فيقول بلي إن لك عندي حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم فيخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فيقول أحضر وزنك فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فيقول إنك لا تظلم قال فيوضع لسجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شئ وقال رسول الله ص يوقفون يعني الملائكة بين يدي الله ويشهدون يعني للعبد بالعمل الصالح المخلص لله فيقول الله لهم أنتم الحفظة على عمل عبدي وأنا الرقيب على ما في قلبه إنه لم يردني بهذا العمل وأراد به غيري فعليه لعنتي وقال رسول الله ص إن الله إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعى به رجل جمع القرآن ورجل قتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله للقارئ ألم أعلمك ما أنزلته على رسولي قال بلي يا رب قال فما ذا عملت فيما علمت قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة له كذبت ويقول الله إنما قرأت ليقال فلان قارئ فقد قيل ذلك ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد قال بلي يا رب قال فما ذا عملت فيما آتيتك قال كنت أصل الرحم وأتصدق فيقول الله له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله له بل أردت أن يقال فلان جواد فقيل ذلك ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله فيم ذا قتلت فيقول أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول الله له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله له بل أردت أن يقال فلان جرئ فقد قيل ذلك ثم ضرب رسول الله ص على ركبة أبي هريرة وقال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول من تسعر بهم النار يوم القيامة فكان أبو هريرة إذا حدث بهذا الحديث يغشى عليه يقول الله تعالى فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا كم تمنيت فأحسنت المقال * وفعلت الخير جهرا ليقال فإذا واسيت يوما سائلا * اطلب الشكر عليها ليقال وإذا قاتلت يوما كافرا * اطلب الذكر عليه ليقال وإذا ما صمت يوما صائفا * أشتكي الجوع عشيا ليقال وإذا صليت والناس معي * أتاني في صلاتي ليقال وأنا في خلوتي أنقرها * حيث لا أخشى عليها أن يقال عملي عجب وصنع وريا * يا لها من عثرات لا تقال فاهجروني واطردوني عنكم * إن أحمالي وأوزاري ثقال تسأل الله تعالى توبة * خالص الصدق له لا ليقال (وصية) اعتبار لأحد الأبرار بلغني أن عمر بن عبد العزيز شيع جنازة فلما انصرفوا تأخر عمر وأصحابه ناحية عن الجنازة فقال له بعض أصحابه يا أمير المؤمنين جنازة أنت وليها تأخرت عنها وتركها فقال نعم ناداني القبر من خلفي يا عمر بن عبد العزيز ألا تسألني ما صنعت بالأحبة قلت بلي قال حرقت الأكفان ومزقت الأبدان ومصصت الدم وأكلت اللحم قال ألا تسألني ما صنعت بالأوصال قلت بلي قال نزعت الكفين من الذراعين والذراعين من العضدين والعضدين من الكتفين والوركين والفخذين والفخذين من الركبتين والركبتين من الساقين والساقين من القدمين ثم بكا عمر ثم قال ألا إن الدنيا بقاؤها قليل وعزيزها ذليل وغنيها فقير وشابها يهرم وحيها يموت فلا يغرنكم إقبالها مع معرفتكم بسرعة إدبارها فالمغرور من اغتر بها أين سكانها الذين بنوا مدائنها وشققوا أنهارها وغرسوا أشجارها وأقاموا فيها أياما يسيرة غرتهم بصحتهم فاغتروا وبنشاطهم فركبوا المعاصي أنهم كانوا والله في الدنيا مغبوطين بالأموال على كثرة المنع عليه محسودين على جمعه ماذا صنع التراب بأبدانهم والرمل بأجسادهم والديدان بعظامهم وأوصالهم كانوا في الدنيا على أسرة ممهدة وفرش منضودة بين خدم يخدمون وأهل يكرمون وجيران
(٥٣٦)