أوصيت بها في مبشرة أريتها سمعتها من كلام الله تعالى بلا واسطة في البقعة المباركة التي كلم الله فيها موسى ع من بلة على قدر الكف كلاما لا يكيف ولا يشبه كلام مخلوق عين الكلام هو عين الفهم من السامع فمما فهمت منه كن سماء وحي وأرض ينبوع وجبل تسكين فإذا تحركت فلتكن حركة أحياء وسطينة بتحريك عن وحي سماوي ثم وقع في نفسي نظم فكنت أنشد جعلت في الذي جعلتا * وقلت لي أنت قد عملتا وأنت تدري بأن كوني * ما فيه غير الذي جعلتا فكل فعل تراه مني * أنت إلهي الذي فعلتا (وصية) إذا قلت خيرا ودللت على خير فكن أنت أول عامل به والمخاطب بذلك الخير وأنصح نفسك فإنها آكد عليك فإن نظر الخلق إلى فعل الشخص أكثر من نظرهم إلى قوله والاهتداء بفعله أعظم من الاهتداء بقوله ولبعضهم في ذلك وإذا المقال مع الفعال وزنته * رجح الفعال وخف كل مقال واجهد أن تكون ممن يهتدى بهديك فتلحق بالأنبياء ميراثا فإن رسول الله ص يقول لأن يهتدي بهداك رجل واحد خير لك مما طلعت عليه الشمس يقول الله تعالى في نقصان عقل من هذه صفته أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون فإذا تلا الإنسان القرآن ولا يرعوي إلى شئ منه فإنه من شرار الناس بشهادة رسول الله ص فإن الرجل يقرأ القرآن والقرآن يلعنه ويلعن نفسه فيه يقرأ لا لعنة الله على الظالمين وهو يظلم فيلعن نفسه ويقرأ لعنة الله على الكاذبين وهو يكذب فيلعنه القرآن ويلعن نفسه في تلاوته ويمر بالآية فيها ذم الصفة وهو موصوف بها فلا ينتهي عنها ويمر بالآية فيها حمد الصفة فلا يعمل بها ولا يتصف بها فيكون القرآن حجة عليه لا له قال ص في الثابت عنه القرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها فإذا كنت يا أخي ممن يجلس مع الله بترك الأسباب فتحفظ من السؤال فلا تسأل أحدا وإياك أن تقتدي بهؤلاء أصحاب الزنابل اليوم فإنهم من أدنى الناس همة وأخسهم قدرا عند الله وأكذبهم على الله فأما يقين صادق وإما حرفة فيها عز نفسك فإن ذلك خير لك عند الله وقد ثبت عن رسول الله ص أنه قال لأن يحتزم أحدكم خرمة من حطب على ظهر فيها خير له من أن يسأل رجلا وفي حديث أعطاه أو منعه فأما يقين صادق وإما شغل موافق (وصية) عليك بإكرام الضيف فإنه قد ثبت عن رسول الله ص أنه قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه فإن كان الضيف مقيما فثلاثة أيام حقه عليك وما زاد فصدقة فإن كان مجتازا فيوم وليلة جائزته ولشيخنا أبي مدين في هذه المسألة حكاية عجيبة كان رضي الله عنه يقول بترك الأسباب التي يرتزق بها الناس وكان قوي اليقين ويدعو الناس إلى مقامه والاشتغال بالأهم فالأهم من عباد الله فقيل له في ذلك أي في ترك الأسباب والأكل من الكسب وإنه أفضل من الأكل من غير الكسب فقال رضي الله عنه ألستم تعلمون أن الضيف إذا نزل بقوم وجب بالنص عليهم القيام بحقه ثلاثة أيام إذا كان مقيما فقالوا نعم فقال فلو إن الضيف في تلك الأيام يأكل من كسبه أليس كان العار يلحق بالقوم الذين نزل بهم فقالوا نعم فقال إن أهل الله رحلوا عن الخلق ونزلوا بالله أضيافا عنده فهم في ضيافة الله ثلاثة أيام وأن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون فنحن نأخذ ضيافته على قدر أيامه فإذا كملت لنا ثلاثة أيام من أيام الله من نزلنا عليه ولا نحترف ونأكل من كسبنا عند ذلك يتوجه اللؤم وإقامة مثل هذه الحجة علينا فانظر يا أحي ما أحسن نظر هذا الشيخ وما أعظم موافقته للسنة فلقد نور الله قلب هذا الشيخ فحق الضيف واجب وهو من شعب الايمان أعني إكرام الضيف وكذلك من شعب الايمان قول الخير أو الصمت عن الشر يقول الله لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس هذا في النجوى ومخاطبة الناس وذكر الله أفضل القول والتلاوة أفضل الذكر ومن الايمان وشعبه اجتناب مجالس الشرب فإنه ثبت عن رسول الله ص أنه قال من كان يؤمن بالله واليوم
(٤٨٥)