هو الذي يتعلق به العمل وهو قوله افعل وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وقال ص ما نهيتكم عنه فانتهوا وأطلق ولم يقيد وقال في الأمر وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم فهذا من رحمته بأمته وهو لا ينطق عن الهوى فهذا من رحمة الله تعالى بعباده وأمره بما وجب به الايمان على نوعين فرض ومندوب والنهي على قسمين نهي حظر ونهي كراهة والفرض على نوعين فرض كفاية وفرض عين وكذلك الواجب أقول فيه واجب موسع وواجب مضيق فالواجب الموسع موسع بالزمان وموسع بالتخيير وهو الواجب المخير مثل كفارة المتمتع وإتيان ما يؤتى من هذا كله وترك ما يترك من هذا كله هو الايمان الذي فيه سعادة العباد فالبضع والسبعون من الايمان هو الفرض منه من عمل وترك وأما غير الفرض كالمندوبات والمكروهات فيكاد لا ينحصر عند أحد فابحث عليها في الكتاب والسنة فمن شعب الايمان الشهادة بالتوحيد وبالرسالة والصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والوضوء والغسل من الجنابة والغسل يوم الجمعة والصبر والشكر والورع والحياء والأمان والنصيحة وطاعة أولي الأمر والذكر وكف الأذى وأداء الأمانة ونصرة المظلوم وترك الظلم وترك الاحتقار وترك الغيبة وترك النميمة وترك التجسس والاستئذان وغض البصر والاعتبار وسماع الأحسن من القول واتباعه والدفع بالتي هي أحسن وترك الجهر بالسوء من القول والكلمة الطيبة وحفظ الفرج وحفظ اللسان والتوبة والتوكل والخشوع وترك اللغو والاشتغال بما يعني وترك ما لا يعني وحفظ العهد والوفاء بالعقود والتعاون على البر والتقوى وترك التعاون على الإثم والعدوان والتقوى والبر والقنوت والصدق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإصلاح ذات البين وترك إفساد ذات البين وخفض الجناح واللين وبر الوالدين وترك العقوق والدعاء والرحمة بالخلق وتوقير الكبير ومعرفة شرفه ورحمة الصغير والقيام بحدود الله وترك دعوى الجاهلية فإن النبي ص يقول دعوها فإنها منتنة والتودد والحب في الله والبغض في الله والتؤدة والحلم والعفاف والبذاذة وترك التدابر وترك التحاسد وترك التباغض وترك التناجش وترك شهادة الزور وترك قول الزور وترك الهمز واللمز والغمز وشهود الجماعات وإفشاء السلام والتهادي وحسن الخلق والسمت الصالح وحسن العهد وحفظ السر والنكاح والإنكاح وحب الفال وحب أهل البيت وترك الطيرة وحب النساء وحب الطيب وحب الأنصار وتعظيم الشعائر وتعظيم حرمات الله وترك الغش وترك حمل السلاح على المؤمن وتجهيز الميت والصلاة على الجنائز وعيادة المريض وإماطة الأذى وأن تحب لكل مؤمن ما تحب لنفسك وأن يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما وأن تكره أن تعود في الكفر وأن تؤمن بملائكة الله وكتبه ورسله وبكل ما جاءت به الرسل من عند الله إلى ما لا يحصى كثرة يأتي إن شاء الله من ذلك في هذه الوصية ما يذكرني الله به ويجريه على خاطري وقلمي ومن تتبع كتاب الله وحديث رسوله ص يجد ما ذكرناه وزيادة مما لم نذكره وكلما ورد فله أوقات تخصه وأمكنة ومحال وأحوال والجامع للخير كله في ذلك أن تنوي في جميع ما تعمله أو تتركه القربة إلى الله بذلك العمل أو الترك وإن فاتتك النية فإنك الخير كله فكثير ما بين تارك بنية القربة إلى الله من حيث إن الله أمره بترك ذلك وبين تارك له بغير هذه النية وكذلك في العمل وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين والإخلاص هي النية والعبادة عمل وترك والإخلاص مأمور به شرعا (وصية) إذا كنت إمام قوم فدعوت فلا تخص نفسك بالدعاء دونهم فإنك إن فعلت ذلك فقد خنتهم وفيه من مذام الأخلاق بتبخيل الحق وتحجير الرحمة التي وسعت كل شئ وإيثار نفسك على غيرك وأن الله ما مدح في القرآن إلا من آثر على نفسه سمع رسول الله ص رجلا من الأعراب يقول اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا فقال رسول الله ص لقد حجر هذا واسعا يريد قوله تعالى ورحمتي وسعت كل شئ والذي أوصيك به إياك أن تصلي وأنت حاقن حتى تخفف وإذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة فابدأ بالطعام ثم تصلي بعد ذلك أن كنت ممن يتناوله بعد الصلاة فحينئذ تفعل ذلك وارغب في دعاء الوالدين ودعاء المسافر واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب وعليك بالاستحداد وهو حلق العانة وتقليم الأظفار ونتف الإبط وقص الشارب وإعفاء اللحية ورد السلام وتشميت العاطس وإجابة الداعي وعليك بالعدل في أمورك كلها والمحافظة على
(٤٧٩)