عندها من المنقول فالويل العقلي إن قبلته والويل الإلهي إن لم تقبله وتركته ثم إنه لا يقبل إلا بالإيمان وإن لم يشهد له العيان فارتفاع الريب في العلم بالغيب براءة من العيب وما في القلب من الشوب إياك واتباع المتشابه أيها أنواله فما يتبعه إلا الزائغ وما يترك تأويله إلا لعاقل البالغ فإن جاءه من ربه ذلك الشفاء فهو المعبر عنه بالمصطفى والمصطفون عند أولي الألباب ثلاثة بنص الكتاب ظالم لنفسه في أبناء جنسه والثاني مقتصد وعليه المعتمد فإنه حكيم الوقت بعيد من المقت والثالث سابق بالخيرات إلى الخيرات فيهن خيرات حسان فبأي آلاء ربكما تكذبان ولا بشئ من آلائك ربنا نكذب وكيف وفي نعمائك نتقلب فاعلم والزم ومن ذلك سر الإقناع وما بقع به من الانتفاع من الباب 129 الإقناع ارتفاع وبه يقع الانتفاع من أقنع هنا خضع ولا يقنع في الآخرة إلا من خشع خاشعين من الذل إلى واهب الكل ينظرون من طرف خفي إلى إله قاهر علي فلو راقبوه في دنياهم آمنوه في أخراهم أقنع الأكياس روسهم في الدنيا مع الاتصاف بالخشوع الذي يناقض القنوع فأعزهم الله في العقبى وأورث خشوعهم أبناء الأولى من ارتفع سقط وهنا وقع الغلط وجهل السقط اقنع رأسك أيها الإنسان وانظر إلى الجنان والحاكم الرحمن يصلح بين الإخوان فأصلحوا ذات بينكم فإن الله يصلح بين عباده في يوم إشهاده على رؤس إشهاده فما يرى الخير إلا من أمن الضير قد يكون في الآخرة الإقناع للأعزة ولمن ظهر بأحسن بزه وقد يكون للظالم الجائر الواله الحائر وبالسمات يفرق بين الأشخاص يوم التنادي ولات حين مناص تعوذوا بالله من هول ذاك المقام فإن فيه تسفيه الأحلام ولو سفه العقل من كان يؤمن بالنقل فالعقل ما عنده سفه ولكن تنبه في الإنسان حاكم على صورته وهو الهوى ومن أجله وقعت البلوى وإليه يرجع السفه ودع عنك كلام من موه العقل عن السفاهة منزه وما هو بعاقل حتى يتنبه لكن العاقل قد يغفل عن استعمال عقله لاستحكامه في نقله ومن حكم عليه هواه مشى في رضاه والعقل محجوب في بيته إلى وقته فإذا احتد البصر وانكشف الغطاء وجاء العطاء استدعى هناك صاحب الهوى عقله وترك نقله فو عزة العزيز ما نفعه وتركه لمن صرعه حاصدا ما زرعه ومن ذلك سر الموت الأحمر بالمقام الأخضر من الباب 135 ذبح النفوس أعظم في الألم من الذبح المحسوس مخالفة الآراء أعظم في الشدة من مقابلة الأعداء مجانبة الأغراض غاية الأمراض من فاز بمخالفة النفس سكن حظيرة القدس من نهى النفس عن الهوى كانت جنة المأوى لا ينهاها إلا من خاف مقام ربه وخاف عقوبة ذنبه والتزم الوفاء وتميز في أهل الصفاء وقام بما كلف فقبل وما عنف ولقد رأيت هذه الليلة في واقعتي ما شيب سالفتي وقد نظمت ما رأيته وفي هذا الباب كتبته وفي النوم قلته لا بد من خوف ومن شدة * لا بد من جور ومن عسف في حلب من حكم جائر * في حكمه يمشي إلى خلف ينزل من قلعتها راجلا * من غير نسك لا ولا عطف كأنه الحجاج في حكمه * يحكم بالقهر وبالعنف يجور في الخلق بأحكامه * يفرق الألف من الألف قد نزع الرحمن من قلبه * رحمته وقدر ذا يكفي في صورة الحجاج أبصرته * لا بل هو الحجاج فاستكف بالواحد الرحمن من شره * ما خاب من بالله يستكفي لكن عسى الله أن يجعل سطوته على أهل العناد من أهل الإلحاد وكانت عليه غفارة حمراء وهو يتمايل تمايل سكرى فأرجو لكونه فاضلا أن يكون عادلا فإنه نزل راجلا وبيده عصاه يستعين بها على من خالف أمر الله تعالى وعصاه جعله الله تأويلا صادقا ولسان حق ناطقا فتعوذنا حين انتبهنا من شر ما رأينا كما أمرنا ص ونقلنا وتحولنا كما علم ومن ذلك الاضطرار افتقار من الباب الأحد والثلاثين ومائة الاضطرار صفة
(٣٥٤)