أقول: ما فسر به الكرى من أنه الكثير المشي لم نجده في شئ من كتب اللغة المشهورة (1) والذي ذكره غيره من الأصحاب في معنى هذه اللفظة هو أن المراد بها المكترى - فعيل بمعنى مفتعل - نظرا إلى ما يقتضيه ظاهر العطف من التغاير وأصالة عدم الترادف، ولما نقل أيضا من استعماله في كلا المعنيين، قال ابن إدريس في سرائره: الكرى من الأضداد ونقل عن ابن الأنباري في كتاب الأضداد أنه يكون بمعنى المكارى ويكون بمعنى المكترى. انتهى.
ويستفاد من الخبر المذكور أن وجوب الاتمام على هؤلاء من حيث إنه عملهم وفيه دلالة على أن كل من كان السفر عمله فإنه يجب عليه الاتمام.
وعن محمد بن جزك في الصحيح (2) قال " كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام إن لي جمالا ولي قواما عليها ولست أخرج فيها إلا في طريق مكة لرغبتي في الحج أو في الندرة إلى بعض المواضع فما يجب علي إذا أنا خرجت معهم أن أعمل أيجب على التقصير في الصلاة والصيام في السفر أو التمام؟ فوقع عليه السلام: إذا كنت لا تلزمها ولا تخرج معها في كل سفر إلا إلى مكة فعليك تقصير وافطار ".
وعن إسحاق بن عمار (3) قال: " سألته عن الملاحين والأعراب هل عليهم تقصير؟ قال لا بيوتهم معهم ".
وما رواه في الكافي في الصحيح عن سليمان بن جعفر الجعفري عن من ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام (4) قال: " الأعراب لا يقصرون وذلك أن منازلهم معهم ".
وما رواه في التهذيب عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبي عبد الله (عليهما السلام) (5) قال: " أصحاب السفن يتمون الصلاة في سفنهم "