قصدها أم لا، فهذه صور خمس كلها مستفادة من النصوص المتقدمة:
أما الصورة الأولى - وهي أن يقصد سورة فيبدو له في قصد غيرها - فهي مستفادة من الرواية الثانية من الروايات المتقدمة.
وأما الصورة الثانية وهي أن يقصد سورة فينساها فيتعمد العدول إلى غيرها، والثالثة - وهي أن يقصد سورة فينساها فينجر به الذهول والنسيان إلى أن يدخل في غيرها من غير قصد - فهما مستفادتان من اطلاق الرواية الثامنة، فإن قوله فيها " ثم ينسى فيأخذ في أخرى " يحتمل أن يكون المراد فينسى ما هو فيه فيعمد إلى الدخول في أخرى أو ينسى ما هو فيه فيشرع بطريق السهو والنسيان في أخرى، والثانية من هاتين الصورتين مستفادة من الرواية الثانية عشرة، فإن قوله فيها " ثم يعلم أنه قد أخطأ " ظاهر في أن دخوله في الثانية إنما كان عن سهو وخطأ لا عن تعمد، بمعنى أنه استمر به السهو بعد شروعه في الأولى إلى أن دخل في الثانية وفرغ منها ثم ذكر بعد ذلك.
والصورة الرابعة - وهي أن يشرع في السورة لا بطريق القصد بل بعد القصد لسورة أخرى فيغفل عنها إلى أن يدخل في الثانية سهوا فيعدل عنها إلى الأولى المقصودة أولا - مستفادة من أكثر الأخبار كالرواية الأولى والثالثة والرابعة والتاسعة، لظهور شمولها لذلك بل هو أظهر من احتمالها لإرادة قراءة سورة فينساها فيعمد إلى قراءة غيرها لأجل النسيان ثم يذكر فيعدل إلى السورة لا مقصودة أولا. وهذا الاحتمال الثاني قد تضمن كون المعدول عنه والمعدول إليه كلاهما مقصودين ولكن كان المعدول إليه مقصودا قبل المعدول عنه لكن عرض نسيانه فلا يبعد دخولها في الصورة الأولى لشمولها من حيث اطلاقها لذلك، وتكون هذه الأخبار من حيث احتمالها لذلك شاهدة له وإن حصلت صورة سادسة لأن فيها زيادة اعتبار ليس في الأولى فلا بأس به.
والصورة الخامسة - وهي أن يكون شروعه في السورة لا بطريق القصد فيبدو له في أثنائها العدول إلى أخرى لم تكن مقصودة قبل - ربما تشملها الرواية الثانية، فإن قوله