مددا " طويلة، ومنها كانت تستقي مدرسته السيارة (1)، التي أسست في معسكر السلطان لتجوب البلاد الإسلامية لنشر العلم والفلسفة (2).
وقد كان من تظلع العلامة في الميادين العلمية وتبحره بها أن برع في المعقول والمنقول منها، وحاز على قصب السبق وهو في ريعان شبابه ومقتبل عمره، على زملائه من العلماء والفحول، إذ قيل: إنه كان في عصره في الحلة:
أربعمائة مجتهد (3).
وقد ذكر العلامة نفسه في مقدمة كتابه " منتهى المطلب " أنه فرغ من تصنيفاته الحكمية والكلامية، وأخذ في تحرير الفقه قبل أن يكمل له 26 سنة.
كما تقدم في فقه الشريعة وصنف فيه - كما سيمر عليك - المؤلفات المتنوعة والمختلفة من موسوعات ومطولات وشروح وإيضاحات ومختصرات ورسائل، كانت من الرفعة في المقام لدرجة أنها لا زالت تحتل الصدارة في مختلف المدارس العلمية، وشتى الميادين الثقافية، ولا زالت محط أنظار العارفين والعلماء، من عصره إلى اليوم، بحثا وتدريسا، وشرحا وتعليقا.. فهي تمثل عصارة النتاج الفكري المنبثق من ذلك العقل المبدع والفكر الوقاد، فكان - رحمه الله - حسنة من حسنات الدهر، وفلتة من فلتات الزمان، علما، وعملا، وزهدا، وخلقا، إذ جمع الله فيه ضروب الفضائل، فجدير بنا معاشر الشيعة الإمامية أن نثمن هذه الشخصية كل الثمن، وأن نستلهم منها الدروس والعبر، ونأخذ منها ما يكون لنا زادا نافعا في حياتنا وفي مسيرنا إلى الله تعالى