تقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين، ومن تابعهم إلى قيام يوم الدين، وبعد:
إذا كانت الحضارات والأمم الحية تعنى بحياة عظمائها، ومفكريها، وتخليدا لذكراهم، تقيم لهم التماثيل، وتشيد لهم النصب التذكارية، وتقدم حياتهم لأبنائها كمنهج دراسي يستلهمون منه الدروس والعبر، لا لشئ إلا لأنها ترى في ذلك دعما " لحضارتها، وإحياءا لتراثها، وتشييدا لنهضتها.. فحري بنا نحن المسلمين أن ندرس حياة أئمتنا وعظمائنا ومفكرينا وعلمائنا، وأن نبحث عن آثارهم، وننقب عن أخبارهم، ونتخذ من حياتهم وسيرهم مصدر إشعاع للفكر، ومنهلا عذبا للخير، وينبوعا فياضا بالحكمة والعطاء، ورصيدا ضخما في الكمالات والمعرفة.. فهي مصدر علمي أخلاقي ثري، ومدرسة كبرى للإنسانية، ومعالم وضاءة لتحقيق الحق والعدالة ولو أننا معاشر المسلمين عموما، والشيعة خصوصا، أخذنا بسير هؤلاء العظام من أسلافنا الصالحين وترجمناها إلى واقعنا السلوكي والتطبيق العملي، لكنا قد حصلنا على أعظم مكسب في مجال التوجيه والأخلاق، ولقدر لنا أن نرتقي أعلى درجات الارتقاء، إذ لم تعهد البشرية جمعاء - بقادتها وعلمائها ومفكريها وذوي