محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي - رحمه الله - بكتابه، وقد اقتصرت من الروايات إلى هؤلاء المشايخ بما ذكرت، والباقي من الروايات إلى هؤلاء المشايخ وإلى غيرهم مذكور في كتابنا الكبير، من أراده، وقف عليه هناك.
تقسيمه الحديث إلى أقسامه المشهورة قال المحقق الكبير السيد محسن الأمين العاملي:
اعلم أن تقسيم الحديث إلى أقسامه المشهورة، كان أصله من غيرنا ولم يكن معروفا " بين قدماء علمائنا، وإنما كانوا يردون الحديث بضعف السند، ويقبلون ما صح سنده، وقد يردونه لأمور أخر، وقد يقبلون ما لم يصح سنده، لاعتضاده بقرائن الصحة أو غير ذلك، ولم يكن معروفا " بينهم الاصطلاح المعروف في أقسام الحديث اليوم، وأول من استعمل ذلك الاصطلاح: العلامة الحلي، فقسم الحديث إلى: الصحيح، والحسن، والموثق، والضعيف، والمرسل، وغير ذلك. وتبعه من بعده إلى اليوم.
وعاب عليه وعلى سائر المجتهدين ذلك الإخباريون، لزعمهم أن جميع ما في كتب الأخبار صحيح، من أن نفس أصحاب الكتب الأربعة قد يردون الرواية بضعف السند.
وبالغ بعض متعصبة الأخبارية فقال: هدم الدين مرتين، ثانيتهما: يوم أحدث الاصطلاح الجديد في الأخبار. وربما نقل عن بعضهم جعل الثانية: يوم ولد العلامة الحلي. وهذا كله جهل فاضح ساعد عليه: تسويل إبليس، وضعف التقوى، فأصحابنا لم يريدوا أن يكونوا محرومين من فائدة تقسيم الحديث إلى أقسامه، ولا أن يمتاز غيرهم بشئ عنهم، فقسموا الحديث إلى أقسامه المشهورة، وتركوا للمجتهد الخيار فيما يختاره منها أن يكون مقبولا عنده، فمن عابها بذلك فهو