وتطويرا لمناهجها وأساليبها، فبالرغم من الفتح الفقهي الكبير الذي قدر لمدرسة بغداد على يد شيخ الطائفة الطوسي، كانت المدرسة بداية لفتح جديد، ومرحلة جديدة الاستنباط لم تخل من بدائية.
فقدر لمدرسة الحلة - نتيجة لممارسة هذا اللون الجديد من التفكير والاستنباط - أن تمسح عنها مظاهر البدائية، وأن تسوي من مسالكها، وأن توسع الطريق للسالكين، وتمهدها لهم.
ولئن كان الشيخ الطوسي بلغ قمة الفكر الفقهي لمدرسة بغداد، فقد بلغ - من بعده - العلامة الحلي قمة الفكر الفقهي لمدرسة الحلة.
ولولا جهود علماء هذا العصر، لظلت مدرسة بغداد على المستوى الذي خلفها الشيخ عليه من ورائه، ولما قطعت هذه المراحل الطويلة التي قطعتها فيما بعد على أيدي علماء كبار، أمثال: المحقق الحلي والعلامة والشهيد الأول وغيرهم (1).
بين والده وهولاكو ومما يناسب المقام هنا بعد ذكر هذه النبذة التأريخية المختصرة عن مدرسة الحلة الفقهية، ما نقله العلامة نفسه في كتابه: " كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين - عليه السلام - " ص 28 في أخبار مغيبات أمير المؤمنين - عليه السلام - قال:
ومن ذلك إخباره - عليه السلام - بعمارة بغداد، وملك بني العباس، وأحوالهم، وأخذ المغول الملك منهم، رواه والدي رحمه الله، وكان ذلك سبب سلامة أهل الكوفة والحلة والمشهدين الشريفين من القتل [والفتك].
لما وصل السلطان هولاكو إلى بغداد قبل أن يفتحها، هرب أكثر أهل الحلة