أذنابنا صيرت رؤوسا * مالي على ما أراه صبر هذا هو الدهر يا خليلي * فمن يقاسيه فهو قهر وقال أيضا يا حبذا المسجد من مسجد * وحبذا الروضة من مشهد وحبذا طيبة من بلدة * فيها ضريح المصطفى أحمد صلى عليه الله من سيد * لولاه لم نفلح ولم نهتد قد قرن الله به ذكره * في كل يوم فاعتبر ترشد عشر خفيات وعشر إذا * أعلن بالتأذين في المسجد فهذه عشرون مقرونة * بأفضل الذكر إلى الموعد وبالجملة فنظمه البحر الذي لا ساحل له والنور الذي يجلو غياهب الأوهام ويكسو القلب من أسراره حلله وما له من المناقب والكرامات لا تحصره مجلدات وهو حجة الله الظاهرة وآيته الباهرة ولا يلتفت إلى كلام من تكلم فيه وأنكر عليه إذ قول المنكرين في حق مثله هباء لا يعبأ به وغثاء لا يركن إليه كيف لا وقد تصدى للانتصار له والإذعان لفضله من فحول العلماء الجم الغفير ونسبوا المنكرين عليه إلى القصور أو التقصير فهذا شيخ الإسلام قاضي القضاة مجد الدين محمد بن يعقوب بن محمد الشيرازي الفيروزآبادي الصديقي صاحب القاموس قد ألف كتابه المسمى بالاغتباط بمعالجة ابن الخياط بسبب سؤال سئل فيه عن الشيخ المؤلف قدس الله سره العزيز في كتبه المنسوبة إليه وصورة السؤال المذكور ما تقول السادة العلماء شد الله تعالى بهم أزر الدين ولم بهم شعث المسلمين في الشيخ محيي الدين بن عربي وفي كتبه المنسوبة إليه كالفتوحات المكية والفصوص والمواقف هل تحل قراءتها وإقراؤها ومطالعتها وهل هي الكتب المسموعة المقروءة أم لا أفتونا مأجورين جوابا شافيا لتحوزوا جميل الثواب من الله الكريم الوهاب والحمد لله وحده فأجاب عنه بما صورته الحمد لله اللهم أنطقنا بما فيه رضاك الذي أعتقده في حال المسؤول عنه وأدين الله تعالى به أنه كان شيخ الطريقة حالا وعلما وإمام الحقيقة حقيقة ورسما ومحبي رسوم المعارف فعلا واسما إذا تغلغل فكر المرء في طرف * من بحره غرقت فيه خواطره عباب لا تكدره الدلاء وسحاب لا تتقاصر عنه الأنواء كانت دعواته تخترق السبع الطباق وتفترق بركاته فتملأ الآفاق وإني أصغه وهو يقينا فوق ما وصفته وناطق بما كتبته وغالب ظني أني ما أنصفته وما علي إذا ما قلت معتقدي * دع الجهول يظن الحق عدوانا والله والله والله العظيم ومن * أقامه حجة للدين برهانا إن الذي قلت بعض من مناقبه * ما زدت إلا لعلي زدت نقصانا وأما كتبه ومصنفاته فالبحور الزواخر التي لكثرتها وجواهرها لا يعرف لها أول ولا آخر ما وضع الواضعون مثلها وإنما خص الله بمعرفة قدرها أهلها ومن خواص كتبه أن من واظب على مطالعتها والنظر فيها وتأمل ما في مبانيها انشرح صدره لحل المشكلات وفك المعضلات وهذا الشأن لا يكون إلا لأنفاس من خصه الله بالعلوم اللدنية الربانية ووقفت على إجازة كتبها للملك المعظم فقال في آخرها وأجزته أيضا أن يروي عني مصنفاتي ومن جملتها كذا وكذا حتى عد نيفا وأربعمائة مصنف منها التفسير الكبير الذي بلغ فيه إلى سورة الكهف عند قوله تعالى وعلمناه من لدنا علما وتوفي ولم يكمله وهذا التفسير كتاب عظيم كل سفر بحر لا ساحل له ولا غرو فإنه صاحب الولاية العظمى والصديقية الكبرى فيما نعتقد وندين الله به وثم طائفة في الغي خائفة يعظمون عليه النكير وربما بلغ بهم الجهل إلى حد التكفير وما ذاك إلا لقصور أفهامهم عن إدراك مقاصد أقواله وأفعاله ومعانيها ولم تصل أيديهم لقصرها إلى اقتطاف مجانيها
(٥٥٨)