العلياء خير من اليد السفلي (وصية) إلهية فيها لطف حدثني بها موسى بن محمد القرظي بمكة والضياء عبد الوهاب ابن سكينة ببغداد عند اجتماعي به برباطه قال يقول الله إذا أحدث عبدي ولم يتوضأ فقد جفاني وإذا توضأ ولم يصل فقد جفاني وإذا صلى ولم يدعني فقد جفاني وإذا دعاني ولم أجبه فقد جفوته ولست برب جاف ولست برب جاف ولست برب جاف (وصية) إلهية نافعة في طهارة الجوارح يقول الله يا أخا المرسلين ويا أخا المنذرين يعني سيدنا محمدا ص وصية يبلغها إلينا عن ربه عز وجل أن لا تدخلوا بيتا من بيوتي إلا بقلوب سليمة وألسن صادقة وأيد نقية وفروج طاهرة ولا تدخلوا بيتا من بيوتي ولأحد من عبادي عند أحد منهم ظلامة فأي العبيد ما دام قائما بين يدي يصلي فإني لا أقبل صلاته حتى يرد تلك الظلامة إلى أهلها فإذا فعل فأكون سمعه الذي يسمع به وأكون بصره الذي يبصر به ويكون من أوليائي وأصفيائي ويكون جاري مع النبيين والصديقين والشهداء في الجنة (وصية) إلهية في توبيخ الواثب على الدنيا قال الله تعالى يا ابن آدم رهضتك الدنيا ثلاث رهضات الفقر والمرض والموت ومع ذلك إنك لو ثاب (وصية) ملكية بالتواضع أوحى الله إلى محمد ص وعنده جبريل إن شئت نبيا عبدا وإن شئت نبيا ملكا فنظر إلى جبريل فأومأ إليه جبريل أن تواضع قال فقلت نبيا عبدا فلو قلت نبيا ملكا لسارت معي الجبال ذهبا وفضة (وصية) إلهية بتعظيم الأولياء يقول الله تعالى من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وفي رواية فقد أذنته بحرب وقال أحب عبادة عندي النصيحة وقال تعالى يا ابن آدم خيري إليك نازل وشرك إلى صاعد وأنا تحبب إليك بالنعم وأنت تتبغض إلي بالمعاصي في كل يوم يأتيني ملك كريم بقبيح فعلك يا ابن آدم ما تراقبني أما تعلم أنك بعيني يا ابن آدم في خلواتك وعند حضور شهواتك اذكرني وسلني أن أنزعها من قلبك وأعصمك عن معصيتي وأبغضها إليك وأيسر لك طاعتي وأحببها إليك وأزين ذلك في عينك يا ابن آدم إنما أمرتك ونهيتك لتستعين بي وتعتصم بحبلي لا أن تعصيني وتتولى عني وأعرض عنك أنا الغني عنك وأنت الفقير إلي إنما خلقت الدنيا وسخرتها لك لتستعد للقائي وتتزود منها لئلا تعرض عني وتخلد إلى الأرض اعلم بأن الدار الآخرة خير لك من الدنيا فلا تختر غير ما اخترت لك ولا تكره لقائي فإنه من كره لقائي كرهت لقاءه ومن أحب لقائي أحببت لقاءه (وصية) إلهية برغبة ورهبة رويناها من حديث محمد بن مسلمة ابن وضاح من أهل قرطبة رحمه الله قال قال الله لبني إسرائيل رغبناكم في الآخرة فلم ترغبوا وزهدناكم في الدنيا فلم تزهدوا وخوفناكم بالنار فلم تخافوا وشوقناكم إلى الجنة فلم تشتاقوا ونحنا عليكم فلم تبكوا بشر القتالين بأن لله سيفا لا ينام وهو دار جهنم (ومن وصايا) العارفين بالله تعالى لا تبق بمودة من لا يحبك إلا معصوما من صحبك ووافقك على ما يحب وخالفك فيما يكره فإنما يصحب هواه ومن صحب هواه فإنما هو طالب راحة الدنيا يا معشر المريدين من أراد منكم الطريق فليلق العلماء بالجهل والزهاد بالرغبة وأهل المعرفة بالصمت وأوصاني شيخي رحمه الله أول ما دخلت عليه قبل أن أرى وجهه فقال لي وقد قلت له أوصني قبل إن تراني فاحفظ عنك وصيتك فلا تنظر إلي حتى ترى خلعتك علي فقال رضي الله عنه هذه همة شريفة عالية يا ولدي سد الباب واقطع الأسباب وجالس الوهاب يكلمك من غير حجاب فعملت على هذه الوصية حتى رأيت بركتها ودخلت عليه بعد ذلك فرأى خلعتها علي فقال هكذا هكذا وإلا فلا لا ثم قال لي امح ما كتبت وآنس ما حفظت وأجهل ما علمت وكن هكذا معه على كل حال لا تتحدث معه بما قد علمته فإن في ذلك تضييع الوقت واطلب المزيد كما أمرك في قوله لنبيه ص يأمره وأمته وقل رب زدني علما اطلب الحاجة بلسان الفقر لا بلسان الحكم يقول الله لأبي يزيد البسطامي تقرب إلي بالذلة والافتقار وقال له اترك نفسك وتعالى أوحى الله تعالى إلى موسى ع كن كالطير الوحداني يأكل من رؤس الأشجار ويشرب من الماء الفراح إذا جنه الليل آوى إلى كهف من الكهوف استئناسا بي واستيحاشا ممن عصاني يا موسى آليت على نفسي إني لا أتم لمدبر من دوني عملا يا موسى لأقطعن أمل كل مؤمل أمل غيري ولأقصمن ظهر من استند إلي سواي
(٥٢٩)