الملائكة بالسجود له فبمعصية واحدة أخرجته من جوارك فأوحى إليه يا إبراهيم أما علمت أن معصية الحبيب على الحبيب شديدة (وصية) إلهية بما يحجب عن الله فعله أوحى الله عز وجل إلى داود ع يا داود حذر بني إسرائيل أكل الشهوات فإن القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عني (وصية) إلهية بذكر الله على كل حال قال موسى ع أي رب أبعيد أنت فأناديك أم قريب فأناجيك فقال الله تعالى له أنا جليس من ذكرني من ذكرني فإنا معه قال فأي العمل أحب إليك يا رب قال تكثر ذكري على كل حال (وصية) إلهية بقيام الليل يقول الله تعالى إذا نزل في الثلث الباقي من الليل إلى السماء الدنيا كذب من ادعى محبتي ونام عني أليس كل محب يطلب الخلوة بحبيبه أنا ذا مطلع على أحبابي وقد مثلوني بين أعينهم وخاطبوني على المشاهدة وكلموني بحضوري غدا أقر أعينهم في جناتي (وصايا) بما كلم الله عز وجل بها نبيه موسى ع وذكري يا موسى ادن مني واعرف قدري فإني أنا الله يا موسى أتدري لم كلمتك من بين خلقي واصطفيتك برسالتي وبكلامي دون بني إسرائيل قال لا يا رب قال لأني اطلعت على أسرار عبيدي فلم أر قلبا أصفى لمودتي من قلبك قال موسى لم خلقتني يا رب ولم أك شيئا قال أردت بك خيرا قال رب من علي قال أسكنتك جنتي في جواري مع ملائكتي فتكون هناك منعما مخلدا ملتذا فرحا مسرورا أبد الآبدين فقال موسى يا رب فما الذي ينبغي لي أن أعمل قال لا يزال لسانك يكون رطبا من ذكري وقلبك وجلا من خشيتي وبدنك مشغولا بخدمتي ولا تأمن مكري ولو ترى رجلك في الجنة قال موسى يا رب فلم ابتليتني بفرعون قال إنما اصطنعتك لنفسي أخاطب بلسانك بني إسرائيل فأسمعهم كلامي وأعلمهم شريعة التوراة وسنة الدين وطرائق الآخرة من اتبعك منهم ومن غيرهم كائنا من كان يا موسى بلغ بني إسرائيل وقل لهم إني لما خلقت السماوات والأرض خلقت لهما أهلا وسكانا فأهل سماواتي هم الملائكة وخالص عبادي الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون يا موسى بلغ عني بني إسرائيل وقل لهم من قبل وصيتي وأوفى بعهدي ولم يعصني رقيته إلى رتبة ملائكتي وأحللته جنتي معهم وجازيتهم بأحسن ما كانوا يعملون يا موسى قل لبني إسرائيل عني إني لما خلقت الجن والإنس والحيوانات ألهمتهم مصالح الحياة الدنيا وعرفتهم كيفية التصرف فيها لطلب منافعها والهرب من مضارها كل ذلك لما جعلت لهم من السمع والبصر والفؤاد والتمييز والشعور أجمع فهكذا ألهمت أنبيائي ورسلي والخواص من عبادي وعرفتهم أمر المبدأ والمعاد والنشأة الأخرى وبينت لهم الطريق وكيفية الوصول إليها يا موسى قل لبني إسرائيل يقبلون من الأنبياء وصيتي ويعملون بها واضمن عني لهم إني أكفيهم كل ما يحتاجون إليه من مصالح الدنيا والآخرة جميعا إذا أوفوا بعهدي أوف بعهدهم كائنا من كان من سائر بني آدم وألحقتهم بأنبيائي وملائكتي في الدار الآخرة دار القرار فقال موسى يا رب لو خلقتنا في الجنة وكفيتنا محن الدنيا ومصائبها وبلاياها أليس كان خيرا لنا قال يا موسى قد فعلت بأبيكم آدم ما ذكرت ولكن لم يعرف حقها ولم يحفظ وصيتي ولم يوف بعهدي بل عصاني فأخرجته من الجنة فلما تاب وأتاب وعدته أن أرده إليها وآليت على نفسي أن لا يدخلها أحد من ذريته إلا من قبل وصيتي وأو في بعهدي فلا ينال عهدي الظالمين ولا يدخل جنتي المتكبرين لأني جعلتها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين يا موسى ادع إلى عبادي وذكرهم بآلائي فإنهم لا يذكرون شيئا من ذلك إلا كان خيرا لهم سالفا وآنفا عاجلا وآجلا يا موسى الويل لمن تفوته جنتي ويا حسرة عليه وندامة حين لا ينفعانه يا موسى خلقت الجنة يوم خلقت السماوات والأرض وزينتها بألوان المحاسن وجعلت نعيم أهلها وسرورهم روحا وريحانا فلو نظر أهل الدنيا إليها نظرة من بعيد لم تغنهم الحياة الدنيا بعدها يا موسى هي مذخورة لأوليائي وعبادي الصالحين تحيتهم يوم يلقونه سلام طوبى لهم وحسن مآب (ومن الوصايا) الإلهية يا ابن آدم صل أربع ركعات في أول النهار أكفك آخره خرجه النسائي توبيخ إلهي يتضمن وصية يقول الله يا ابن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين يديك وللأرض منك وئيد يعني صوتا ثم جمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت أتصدق وأنى أوان الصدقة (وصية) إلهية بإشفاق بقول الله يا ابن آدم إنك إن تبذل الفضل خير لك وإن تمسكه شر لك ولا تلام على كفاف وابدأ بمن تعول واليد
(٥٢٨)