لا يتجاوز ثلث ماله وأخبر أنه حقا على المتقين وأخبر أنه من بدله بعد ما سمعه من الموصي إن إثمه على الذين يبدلونه من الأولياء والحكام وأخبر عن الساعي بالصلح بين الموصي والموصى له أنه لا إثم عليه فهذه كلها وصايا إلهية منصوص عليها ومنها أيضا أخبر الحق أنه لا يتبع المتشابه من الكتاب ويتأوله على ما يعطيه نظره إلا من في قلبه زيغ أي ميل عن الحق وأخبر أنه ما يعلم تأويله إلا الله وإن الراسخين في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ومن جعله معطوفا فيكون الراسخون في العلم من أعلمهم الله بتأويل من أراد بذلك وأقام الله عذر عباده في قوله زين للناس حب الشهوات الآيات وأخبر عن الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار وهم الذين اتقوا أن لهم عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة وأخبر سبحانه أن الذين يقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس أن لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين ينجيهم من ذلك العذاب ونهانا أن تتخذا الكافرين أولياء من دون المؤمنين في نصرة دينه إلا أن تتقوا منهم تقاة وإنه من فعل ذلك فليس من الله في شئ وقد حذرنا الله نفسه وقاله ص حين نهانا عن التفكر في ذات الله إنه ليس كمثله شئ وقال الله لنبيه أن يقول لنا قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني وأخبر أنه من اتبع رسول الله فقال يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم (وصية) إلهية قال الله أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فإنا منه برئ وهو الذي أشرك (وصية) إلهية يقول الله عز وجل إن أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من صلاة أحسن عبادة ربه وأطاعه في السر والعلانية وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع وكان رزقه كفافا فصبر على ذلك ثم نقر رسول الله ص عند ما قال هذا الحديث عن ربه بيديه ثم قال عجلت منيته وقلت بواكيه وقل تراثه (وصية) في إصلاح ذات البين قال أنس بن مالك بينما رسول الله ص جالسا إذ رأيناه يضحك حتى بدت ثناياه فقال عمر ما أضحكك يا رسول الله بأبي أنت وأمي قال رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة تعالى فقال أحدهما يا رب خذ لي بمظلمتي من أخي فقال أعط أخاك مظلمته قال يا رب لم يبق من حسناتي شئ قال يا رب فليحمل عني من أوزاري وفاضت عينا رسول الله ص بالبكاء ثم قال إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس فيه إن يحمل من أوزارهم قال فيقول الله عز وجل للطالب ارفع رأسك فانظر إلى الجنان فرفع رأسه فقال يا رب أرى مدائن من فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا لأي شهيد هذا قال هذا لمن أعطاني الثمن قال يا رب ومن يملك ذلك قال أنت تملك قال بما ذا يا رب قال بعفوك عن أخيك قال يا رب قد عفوت عنه قال الله تعالى خذ بيد أخيك فادخله الجنة ثم قال رسول الله ص اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله تعالى يصلح بين المؤمنين يوم القيامة (وصايا إلهية من التوراة) روينا من حديث كعب الأحبار أنه قال وجدت في التوراة اثنتي عشرة كلمة فكتبتها وعلقتها في عنقي انظر فيها في كل يوم إعجابا بها يا ابن آدم إن رضيت بما قسمت لك أرحت قلبك وبدنك وأنت محمود وإن لم ترض بما قسمت لك سلطت عليك الدنيا حتى تركض فيها ركض الوحش في البرية ثم وعزتي وجلالي لا تنال منها إلا ما قدرت لك وأنت مذموم يا ابن آدم كل يريدك له وأنا أريدك لك وأنت تفر مني يا ابن آدم ما تنصفني يا ابن آدم خلقتك من تراب ثم من نطفة ولم يعييني خلقك أفيعيينني رغيف أسوقه إليك في حين يا ابن آدم أنى وحقي لك محب فبحقي عليك كن لي محبا يا ابن آدم خلقتك من أجلي وخلقت الأشياء من أجلك فلا تهتك ما خلقت من أجلي فيما خلقت من أجلك يا ابن آدم كمالا أطالبك بعمل غد لا تطالبني برزق غد يا ابن آدم لي عليك فريضة ولك علي رزق إن خنتني في فريضتي لم أخنك في رزقك على ما كان منك يا ابن آدم لا تخافن قوت الرزق ما دامت خزانتي مملوءة وخزانتي مملوءة لا تنفد أبدا يا ابن آدم لا تخافن من ذي سلطان ما دام سلطاني باقيا وسلطاني باق لا ينفد أبدا يا ابن آدم لا تأمن مكري حتى تجوز على الصراط (وصية) خليلية في الوجل من الله تعالى لما قال الله تعالى لإبراهيم الخليل ع يا إبراهيم ما هذا الوجل الشديد الذي أراه منك قال فقال له إبراهيم يا رب وكيف لا أوجل ولا أكون على وجل وآدم أبي كان محله في القرب منك خلقته بيديك ونفخت فيه من روحك وأمرت
(٥٢٧)