إلا إن خير الزخر خير تنيله * وشر كلام القائلين فضوله ألم تر أن المرء في دار بلغة * إلى غيرها والموت فيها سبيله وأي بلاع يكتفى بكثيره * إذا كان لا يكفيك منه قليله مضاجع سكان القبور مضاجع * يفارق فيهن الخليل خليله تزود من الدنيا بزاد من التقى * فكل بها ضيف وشيك رحيله وخذ للمنايا لا أبا لك عدة * فإن المنايا من أتت لا تقيله وما حادثات الدهر إلا لغزة * تيت قواها أو لملك تريله ومن ذلك أيضا مما ضمنه ديوانه عيب ابن آدم ما علمت كثير * ومجيئه وذهابه تقدير غرتك نفسك للحياة محبة * الموت حق والبقاء يسير لا تغبط الدنيا فإن جميع ما * فيها يسير لو علمت حقير يأسا كن الدنيا ألم تر زهرة * الدنيا على الأيام كيف تصير سل ما بدا لك أن تنال من الغنى * إن أنت لم تقنع فأنت فقير يا جامع المال الكثير لغيره * إن الصغير من الذنوب كبير هل في يديك من الحوادث قوة * أو هل عليك من المنون خفير ماذا تقول إذا رحلت إلى البلى * وإذا خلا بك منكر ونكير (وصية) قال بعضهم سألت أستاذي من أحادث من الناس وإلى من أسكن فقال عليك بمحادثة من لا تكتمه ما يعلمه الله منك واجعل للناس ظاهرك ولله باطنك وعاشرهم بالتي هي أحسن (وصية) في حكاية عن بعض أهل الولاية قال بعض السياح كنت جائزا في بعض سياحاتي في أرض الشام إذ مررت بنهر يقال له نهر الذهب فرأيت في ظهر قرية من قرى ذلك النهر صومعة فيها راهب فناديته يا راهب أجبني فلم يجبني فناديته الثانية يا راهب أجبني فلم يجبني فناديته الثالثة يا راهب أجبني أو قال فناديت الثالثة يا رباني فاطلع فرآني فقال لي ما حاجتك وما الذي تريد فقلت له عظة أو وصية أنتفع بها فقال لي أو تركت الدنيا قلت نعم فقال لي كل القوت والزم السكوت وعلل النفس فإنك تموت وذكرها الوقوف بين يدي الحي الذي لا يموت ثم قال لو قنعنا لكفانا * منك يا دار اليسير أنت نعماك قليل * وبلاياك كثير وقبور تتلاشى * حيث لا تمشي القبور يا مبهرج لا تبهرج * إنما الناقد بصير قال فتركته وبت ليلتي فلما أصبح عدت إليه وناديت يا راهب زدني من تلك الحكمة فقال لي كل مما كسبته يمينك وعرق فيه جبينك فإن ضعف يقينك فسل ربك فإنه يغنيك ثم قال إذا اقتربت ساعة يا لها * وزلزلت الأرض زلزالها فلا بد من سائل قائل * من الناس يومئذ ما لها تحدث أخبارها ربها * وربك لا شك أوحى لها وتنفطر الأرض عن ساعة * تشيب الكهول وأطفالها ترى الناس سكرى بلا قهوة * ولكن ترى النفس ما هالها ترى النفس ما قدمت محضرا * ولو ذرة كان مثقالها
(٥٢٢)