إلا بكل رطب يخفن فساده إذا كان غائبا يا أبا هريرة علم الناس سنتي يكن لك النور الساطع يوم القيامة يغبطك به الأولون والآخرون يا أبا هريرة كن مؤذنا وأما ما فاتك إذا رفعت صوتك بالأذان يرفع صوتك حتى يبلغ العرش فلا يمر صوتك على شئ إلا كان لك بعدده عشر حسنات ولك إذا كنت إماما بعدد من صلى خلفك ولك مثل صلاتهم لا ينقص من صلاتهم شئ إلا أن تكون إماما خائنا قلت يا رسول الله وكيف الإمام الخائن قال إذا خصصت نفسك بالدعاء دونهم فقد خنتهم يا أبا هريرة لا تضر بن في أدب فوق ثلاث فإنك إن زدت فهي قصاص يوم القيامة يا أبا هريرة أدب صغار أهل بيتك بلسانك على الصلاة والطهور فإذا بلغوا عشر سنين فاضرب ولا تجاوز ثلاثا يا أبا هريرة عليك بابن السبيل فقدمه إلى أهلك أو إلى أهله تشيعك الملائكة إلى الصراط يا أبا هريرة جالس الفقراء فإن رحمة الله لا تبعد عنهم طرفة عين يا أبا هريرة لا تؤذ المسلمين في طريقهم فإنه من آذى المسلمين في طرقهم ذمه المسلمون والملائكة جميعا يا أبا هريرة إذا مررت على أذى في الطريق فغطه بالتراب يستر الله عليك يوم القيامة يا أبا هريرة إذا أرشدت أعمى فخذ يده اليسرى بيدك اليمنى فإنها صدقة يا أبا هريرة من مشى مع أعمى ميلا يسدده كان له بكل ذراع من الميل حتى يسمعك الله ما يسرك يوم القيامة يا أبا هريرة أسمع الأصم الذي يسألك عن خير يسمعك الله ما يسرك يوم القيامة يا أبا هريرة أرشد الضال ترشدك الملائكة إلى أحسن المواقف يوم القيامة يا أبا هريرة لا ترشد اليهودي إلى كنيسته ولا النصراني إلى بيعته ولا الصابئي إلى صومعته ولا المجوسي إلى بيت ناره ولا المشرك إلى بيت وثنه إذن تكتب عليك مثل خطاياه حتى يرجع يا أبا هريرة لا ترشد أحدا إلى غير حدود الله فيعمل به إذن يكون عليك مثل ذنبه يا أبا هريرة أرشد عباد الله إلى مساجد الله وإلى البلد الحرام وإلى قبري يكن لك مثل أجورهم ولا تنقص من أجورهم شيئا يا أبا هريرة أبلغ النساء أنه ليس عليهن زيارة قبري ولكن عليهن حج بيت الله إذا كان معهن محرم وإلا فلا قلت يا رسول الله وإن كانت امرأة مثل الحشفة قال وإن كانت امرأة مثل الحشفة يا أبا هريرة إن استطعت أن لا يكون لأحد من الظالمين عليك يد ولا لسان فإني أحب لك ذلك يا أبا هريرة لا يكن أمير من أمرائك إلا أميرا يعدل مثل ما تعدل أنت فإن عدلت أنت وجار هو كنت أنت شريكه في الإثم ولم تكن شريكه في الأجر يا أبا هريرة إن كان لك مال وجبت عليه زكاة فزكه فإن أصابته آفة وقد زكيته مرة واحدة فهي مجزئة إلى يوم القيامة يا أبا هريرة إذا لقيت اليهودي والنصراني فلا تصافحه وأنت على وضوء فإن فعلت فأعد الوضوء يا أبا هريرة لا تكن اليهودي والمجوسي والنصراني ولكن سمه باسمه فإنك والله تذله بذلك ولا يحل لك أن تكرمه إنما لهم من العهد والذمة أن لا يؤخذ أموالهم إلا بطيب أنفسهم ولا تدخل بيوتهم إلا بإذنهم ولا تحل بينهم وبين أطفالهم ولا يخانون في نسائهم فبذلك أمرك لتعرف الملة يا أبا هريرة إذا خلوت بيهودي أو نصراني أو مجوسي فلا يحل لك أن تفارقه حتى تدعوه إلى الإسلام يا أبا هريرة لا تجادلن أحدا منهم فعسى أن يأتيك بشئ من التنزيل فتكذبه أو تجئ بشئ فيكذبك لا يكون من حديثك إلا أن تدعوه إلى الإسلام وهو قول الله تعالى وجادلهم بالتي هي أحسن الدعاء إلى الإسلام يا أبا هريرة صل إماما كنت أو غير إمام في ثوب واحد إن كان صفيقا يا أبا هريرة أتريد أن يكون أجرك كأجر شهداء بدر انظر رجلا مسلما ليس له ثوب يجمع فيه يوم الجمعة فأعره ثوبك أو هبه له يا أبا هريرة أتريد أن لا تسمع حسيس النار ولا يقع بك شررها فأغث من استغاث بك حريق كان لص كان سيل كان غريق كان هدم كان يا أبا هريرة نفس عن المكروبين والمغمومين تخرج من غم يوم القيامة يا أبا هريرة امش إلى غريمك بحقه تشيعك الملائكة بالصلاة عليك يا أبا هريرة من علم الله منه أنه يريد قضاء دينه رزقه الله من حيث لا يحتسب وهيأ له قضاء دينه في حياته أو بعد موته يا أبا هريرة من أصاب مالا حلالا وأدى زكاته ثم ورثه عقبه فكل ما يصنع فيه ورثته من الحسنات فله مثل ذلك من غير إن ينقص من أجورهم يا أبا هريرة من قذف محصنا
(٥١٦)