آخرته ولا من سفه في مواطن حلمه وتكبر في مواطن تواضعه ولا من فقد منه الهوى في مواطن طبعه ولا من غضب من حق إن قيل له ولا من زهد فيما يرغب العاقل في مثله ولا فيما يزهد الأكياس في مثله ولا من استقل الكثرة من خالقه عز وجل واستكثر قليل الشكر من نفسه ولا من طلب الإنصاف من غيره لنفسه ولم ينصف من نفسه غيره ولا من نسي الله في مواطن طاعته وذكر الله في مواطن الحاجة إليه ولا جمع العلم فعرف به ثم آثر عليه هواه عند متعلمه ولا من قل منه الحياء من الله على جميل ستره ولا من أغفل الشكر عن إظهار نعمه ولا من عجز عن مجاهدة عدوه لنجاته إذ صبر عدوه على مجاهدته ولا من جعل مروأته لباسه ولم يجعل أدبه ومروأته وتقواه لباسه ولا من جعل علمه ومعرفته تظرفا وتزينا في مجلسه ثم قال استغفر الله إن الكلام كثير وإن لم تقطعه لم ينقطع وقام وهو يقول لا تخرجوا من ثلاثة النظر في دينكم بإيمانكم والتزود لآخرتكم من دنياكم والاستعانة من ربكم فيما أمركم به ونهاكم عنه (وصية لقمانية) قال لقمان لابنه جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله جل ثناؤه يحيي القلوب الميتة بنور العلم كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء وإياك ومنازعة العلماء فإن الحكمة نزلت من السماء صافية فلما تعلمها الرجال صرفوها إلى هوى نفوسهم (وصية حكمية) روينا عن ذي النون المصري أنه قال من نظر في عيوب الناس عمي عن عيوب نفسه ومن عني بالفردوس والنار شغل عن القيل والقال ومن هرب من الناس سلم من شرهم ومن شكر المزيد زيد له وقال بعضهم مثل العالم الراغب في الدنيا الحريص في طلب شهواتها كمثل الطبيب المداوي غيره الممرض نفسه فلا يرجى منه الصلاح فكيف يشفي غير (وصية صحيحة) سئل بعض الأولياء العارفين بالله ما سبب الذنب قال سببه النظرة ومن النظرة الخطرة فإن تداركت الخطرة بالرجوع إلى الله ذهبت وإن لم تدركها امتزجت بالوساوس فيتولد منها الشهوة وكل ذلك بعد باطن لم يظهر على الجوارح فإن تداركت الشهوة وإلا تولد منها الطلب فإن تداركت الطلب وإلا تولد منه الفعل (تذكرة) تتضمن وصية نبوية قال عيسى ع في بعض مواعظه لبني إسرائيل أيها العلماء وأيها الفقهاء قعدتم على طريق الآخرة فلا أنتم تسيرون فيها فتدخلون الجنة ولا تتركون أحدا يجوزكم إليها وإن الجاهل أعذر من العالم وليس لواحد منهما عذر وقال بعض الصالحين من ترك الشغل بفضول الدنيا فهو زاهد ومن أنصف في المودة وقام بحقوق الناس فهو متواضع ومن كظم الغيظ واحتمل الضيم والتزم الصبر فهو حليم ومن تمسك بالعدل وترك فضول الكلام وأوجز في المنطق وترك ما لا يعنيه واقتصد في أموره فهو عاقل ومن تفرع إلى الأمور المقربة إلى الله وتفرع من نكد الدنيا إن لم تأكل مت وإن شبعت كسلت وإن زدت مرضت فهو عابد (وصية) من رجل صالح ناصح لعباد الله وقد قال له من حضر من أصحابه أوصنا بوصية لعل الله أن ينفعنا بها فقال رضي الله عنه آثروا الله على جميع الأشياء واستعملوا الصدق فيما بينكم وبينه وأحبوه بكل قلوبكم وألزموا بابه واشتغلوا به وتوسدوا الموت إذا نمتم واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم وكونوا كأنكم لا حاجة لكم إلى الدنيا ولا بد لكم من الآخرة واحفظوا ألسنتكم ولتحزنكم ذنوبكم وليكن افتخاركم بربكم وكونوا من خالصي الله تسلموا وسلم منكم الناس فتنالوا غدا مناكم ثم قال استغفر الله فإن للكلام حلاوة في الدنيا وما أعظم مئونته في الآخرة ثم قال ليسأل الصادقين عن صدقهم وفي دون ما قلت كفاية (وصايا نبوية محمدية) أوصى بها رسول الله ص أبا هريرة رضي الله عنه فلنذكر منها ما يسر الله على قلمي الذي أنشئ به صور الحروف الدالة على المعاني وفي مثل هذا قلت أخاطب الخادم الذي يقد لي السراج حتى اكتب ما يلقي الله في روعي من الأسرار الإلهية والمعارف الربانية قد السراج عسى أحظى برؤيته * وانشئ الملأ المرقوم في الورق فما ترى طبقا يعنوا لخدمته * إلا ويخبر بالأحوال عن طبق في أحرف ما لها حد فيحصرها * تبدو معانيه للأبصار في نسق يخطط القلم العلوي صورتها * على يدي دائما ما دام بي رمقي قال رسول الله ص يا أبا هريرة إذا توضأت فقل بسم الله والحمد لله فإن حفظتك لا تزال
(٥١٣)