والنية والتوفيق وموافقة الحق وطيب المطعم والملبس وخمسة أشياء فيها الراحة ترك قرناء السوء والزهد في الدنيا والصمت وحلاوة الطاعة إذا غبت عن أعين المخلوقين وترك الازدراء على عباد الله حتى لا تزدري على أحد يعصي الله وعندها يسقط عنك خمس المراء والجدال والرياء والتزين وحب المنزلة وخمس فيهن جمع الهم قطع كل علاقة دون الله وترك كل لذة فيها حساب والتبرم بالصديق والعدو وخفة الحال وترك الادخار وخمس يا إبراهيم بتوقعهن العالم نعمة زائلة أو بلية نازلة أو ميتة قاضية أو فتنة قاتلة أو تزل قدم بعد ثبوتها حسبك يا إبراهيم إن عملت بما علمتك منظوم لأبي العتاهية في هذا الباب ما أنا إلا لمن يعاني * أرى خليلي كما يراني لست أرى ما ملكت طرفي * مكان من لا يرى مكاني فلي إلى أن أموت رزق * لو جهد الخلق ما عداني فاستغن بالله عن فلان * وعن فلان وعن فلان فالمال من حله قوام * للعرض والوجه واللسان والفقر ذل عليه باب * مفتاحه العجز والتواني ورزق ربي له وجوه * هن من الله في ضمان سبحان من لم يزل عليا * ليس له في العلو ثان قضى على خلقه المنايا * فكل حي سواه فإن يا رب لم نبك من زمان * إلا بكيت على زمان (نصيحة عمرية) قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أظهر للناس خشوعا فوق ما في قلبه فإنما أظهر نفاقا على نفاق (موعظة) تتضمن وصية ونصيحة نبوية قال رسول الله ص طوبى لمن تواضع في غير منقصة وذل في نفسه في غير مسكنة وأنفق من مال جمعه من غير معصية وخالط أهل الفقه والحكمة ورحم أهل الذلة والمسكنة طوبى لمن طاب كسبه وصلحت سريرته وكرمت علانيته وعزل عن الناس شره طوبى لمن عمل بعلمه وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله (وصية) الفضيل بن عياض أمير المؤمنين روينا أن أمير المؤمنين هارون الرشيد حج ومعه الفضل بن الربيع قال أتاني أمير المؤمنين فخرجت إليه مسرعا فقلت يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلى لأتيتك فقال ويحك قد كان ذلك في نفسي فانظر لي رجلا أسأله فقلت ههنا سفيان بن عيينة فقال امض بنا إليه فأتيناه فقرعت الباب فقال من ذا فقال أجب أمير المؤمنين فخرج مسرعا فقال يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلى لأتيتك قال له خذ لما جئناك له رحمك الله فحدثه ساعة ثم قال له عليك دين قال نعم فقال اقض دينه فلما خرجنا قال ما أغنى عني صاحبك شيئا انظر لي رجلا أسأله انظر لي رجلا أسأله فقلت ههنا عبد الرزاق فذكر مثل ما جرى له مع سفيان وقال ما أغنى عني صاحبك شيئا انظر لي رجلا أسأله فقلت ههنا الفضيل بن عياض فقال امش بنا إليه فإذا هو قائم يصلي يتلو آية من القرآن يرددها قال أقرع الباب فقرعت فقال من هذا قلت أجب أمير المؤمنين فقال ما لي ولأمير المؤمنين فقلت سبحان الله أما عليك طاعة فنزل ففتح الباب ثم ارتقى إلى الغرفة فأطفأ السراج ثم التجأ إلى زاوية من زوايا البيت فدخلنا فجعلنا نحول عليه بأيدينا فسبقت كف أمير المؤمنين قبلي إليه فقال يا لها من كف ما ألينها إن نجت غدا من عذاب الله عز وجل فقلت في نفسي ليكلمنه الليلة بكلام من قلب تقي فقال له خذ لما جئناك له رحمك الله فقال له إن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعى سالم بن عبد الله ومحمد بن كعب القرظي ورجاء بن حياة فقال لهم إني قد ابتليت بهذا البلاء فأشيروا علي فعد الخلافة بلاء وعددتها أنت وأصحابك نعمة فقال له سالم بن عبد الله إن أردت النجاة من عذاب الله فصم عن الدنيا وليكن فطرك منها الموت وقال له محمد بن كعب إن أردت النجاة من عذاب الله فليكن كبير المسلمين عندك أبا ووسطهم عندك أخا وأصغرهم عندك ولدا فوقر أباك وأكرم أخاك وتحنن على ولدك وقال له رجاء بن حياة إن أردت النجاة
(٥١٩)