ولم يكن شيئا مذكورا نزل بك وأنت خير منزول به اللهم لقنه حجته وألحقه بنبيه ص وثبته بالقول الثابت فإنه افتقر إليك واستغنيت عنه كان يشهد أن لا إله إلا الله فاغفر له وارحمه ولا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده اللهم إن كان زاكيا فزكه وإن كان خاطئا فاغفر له يا علي وإذا صليت على جنازة امرأة فقل اللهم أنت خلقتها وأنت أحييتها وأنت أمتها تعلم سرها وعلانيتها جئناك شفعاء لها فاغفر لها وارحمها ولا تحرمنا أجرها ولا تفتنا بعدها وإذا صليت على طفل فقل اللهم اجعله لوالديه سلفا واجعله لهما ذخرا واجعله لهما رشدا واجعله لهما نورا واجعله لهما فرطا وأعقب والديه الجنة ولا تحرمهما أجره ولا تفتنهما بعده يا علي إذا توضأت فقل اللهم إني أسألك تمام الوضوء وتمام مغفرتك ورضوانك يا علي إن العبد المؤمن إذا أتى عليه أربعون سنة أمنه الله من البلايا الثلاثة الجنون والجذام والبرص وإذا أتت عليه ستون سنة فهو في إقبال وبعد الستين في إدبار رزقه الله الإنابة فيما يحب وإذا أتت عليه سبعون سنة أحبه أهل السماوات وصالحوا أهل الأرض وإذا أتت عليه ثمانون سنة كتبت له حسناته ومحيت عنه سيئاته وإذا أتت عليه تسعون سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وإذا أتت عليه مائة سنة كتب الله اسمه في السماء أسير الله في أرضه وكان حبيس الله تعالى يا علي احفظ وصيتي أنك على الحق والحق معك (ومن وصايا الصالحين) قال رجل لذي النون والله إني لا أحبك فقال له ذو النون إن كنت عرفت الله فحسبك الله وإن كنت لم تعرفه فاطلب من يعرفه حتى يدلك على الله وتتعلم منه حفظ الحرمة لمولاك وفي معنى ما قاله ذو النون وأوصى به ما اتفق لنا مع صاحبنا عبد الله ابن الأستاذ الموروري وكان من كبار الصالحين كان له أخ مات فرآه في المنام فقال له ما فعل الله بك فقال لي أدخلني الجنة آكل وأشرب وأنكح قال له ليس عن هذا أسألك هل رأيت ربك قال لا يراه إلا من يعرفه واستيقظ فركب دابته وجاء إلينا إلى إشبيلية وعرفني بالرؤيا ثم قال لي قد قصدتك لتعرفني بالله فلازمني حتى عرف الله بالقدر الذي يمكن للمحدث أن يعرفه به من طريق الكشف والشهود لا من طريق الأدلة النظرية رحمه الله وقال بعضهم اصحب الذين وصفهم الله في كتابه وهم أهل التقوى الذين هم على سمت محجته لعلك أن ترقي في ملكوت السماوات فتكون للأبرار جليسا وللأخيار في أمن ذلك المقيل أنيسا وإن كنت على التقوى عازما فالنجا النجا فيما بقي من عمرك وقال بعض العلماء تزود من الدنيا للآخرة وطريقها فإن خير الزاد التقوى وسارع إلى الخيرات ونافس في الدرجات قبل فناء العمر وتقارب الأجل والفوت (وصية) قيل لبعض العلماء أوصنا فقال إياكم ومجالسة أقوام يتكلفون بينهم زخرف القول غرورا ويتملقون في الكلام خداعا وقلوبهم مملوءة غشا وغلا ودغلا وحسدا وكبرا وحرصا وطمعا وبغضا وعداوة ومكرا وختلا دينهم التعصب واعتقادهم النفاق وأعمالهم الرياء واختيارهم شهوات الدنيا يتمنون الخلود فيها مع علمهم بأنهم لا سبيل لهم إلى ذلك يجمعون ما لا يأكلون ويبنون ما لا يسكنون ويؤملون ما لا يدركون ويكسبون الحرام وينفقون في المعاصي ويمنعون المعروف ويركبون المنكر (وصية) روينا عن يوسف ابن الحسين قال قلت لذي النون في وقت مفارقتي إياه من أجالس قال عليك بصحبة من يذكرك الله عز وجل رؤيته وتقع هيبته على باطنك ويزيد في عملك منطقه ويزهدك في الدنيا عمله ولا يعص الله ما دمت في قربه يعظك بلسان فعله ولا يعظك بلسان قوله وهو تارك لما يدلك عليه أي هو خال من الفضائل لأن الرجل قد يكون على عمل من أعمال البر يقتضيه حاله ويدلك بقوله على عمل من أعمال البر يقتضيه حالك ولا يقتضيه حاله في الوقت فيريد بقوله بلسان فعله أي أفعاله مستقيمة وهذا معنى قول الله تعالى أتأمرون الناس بالبر وما عين برا من بر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون (وصية نبوية عيسوية) قال عيسى ع يا بني إسرائيل اعلموا أن مثل دنياكم مع آخرتكم كمثل مشرقكم مع مغربكم كلما أقبلتم إلى المشرق بعدتم من المغرب وكلما أقبلتم إلى المغرب ازددتم من المشرق بعد أوصاهم بهذا المثل أن يقربوا من الآخرة بالأعمال الصالحة (وصية) أوصى بعض العلماء قال إياكم أن تكونوا من قوم يتمردون وفي طغيانهم يعمهون لا يسمعون النداء ولا يجيبون الدعاء تراهم مولين مدبرين عن الآخرة معرضين وعلى الأعقاب ناكصين وعلى الدنيا مكبين يتكالبون تكالب الكلاب على الجيف منهمكين
(٥١٠)