واظهارها ولا يمد بحيث يشبه الغناء.
وقال أمين الاسلام الطبرسي في مجمع البيان أي بينه بيانا واقرأه على هينتك.
وقيل معناه ترسل فيه ترسلا، وقيل تثبت فيه تثبتا، وروى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في معناه (1) أنه قال: " بينه بيانا ولا تهذه هذ الشعر ولا تنثره نثر الرمل ولكن أقرع به القلوب القاسية ولا يكونن هم أحدكم آخر السورة " وروى أبو بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) (2) في هذا قال " هو أن تتمكث فيه وتحسن به صوتك " انتهى.
وعده الشهيد في النفلية من المستحبات وقال هو تبيين الحروف بصفاتها المعتبرة من الهمس والجهر والاستعلاء والطباق والغنة وغيرها والوقف التام والحسن وعند فراغ النفس مطلقا. وفسر الشهيد الثاني في شرحها التام بالذي لا يكون لما قبله تعلق بما بعده لفظا ولا معنى، والحسن بالذي يكون له تعلق من جهة اللفظ دون المعنى، ثم قال ومن هنا يعلم أن مراعاة صفات الحروف المذكورة وغيرها ليس على وجه الوجوب كما يذكره علماء فنه مع إمكان أن يريدوا تأكيد الفضل كما اعترفوا به في اصطلاحهم على الوقف الواجب، ثم قال ولو حمل الأمر بالترتيل على الوجوب كان المراد ببيان الحروف اخراجها من مخارجها على وجه يتميز بعضها عن بعض بحيث لا يدمج بعضها في بعض وبحفظ الوقوف مراعاة ما يخل بالمعنى ويفسد التركيب ويخرج عن أسلوب القرآن الذي هو معجز بغريب أسلوبه وبلاغة تركيبه. انتهى.
وقال الشيخ البهائي في كتاب الحبل المتين: الترتيل التأني وتبيين الحروف بحيث يتمكن السامع من عدها مأخوذ من قولهم ثغر رتل ومرتل إذا كان مفلجا، وبه فسر في قوله تعالى: " ورتل القرآن ترتيلا " (3) وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) (4) " أنه حفظ الوقوف وبيان الحروف " أي مراعاة الوقف التام والحسن والاتيان بالحروف